ظفر أهل الجنوب فى كل مكان فى العالم بأكبر قدر من السخرية والمسخرة وأهلنا فى الجنوب المصرى، وهم أصل مصر، لم يسلموا من هذه السخرية منهم على مدار التاريخ.
ومن النكات الشهيرة عنهم أن مرة واحد صعيدى اتجوز على مراته طلعت هى، حين سمعت هذه النكتة منذ سنوات ضحكت حتى دمعت عيناى، ولم أكن أدرك أن عيناى ستدمع ثانية على نفس هذه النكتة، ولكنها لم تكن دموع الضحك تلك المرة بل دموع الحزن على بلد بأكمله بجنوبه وشماله وشرقه وغربه قرر أن يتزوج من جديد ويطلق القديمة بالثلاثة فإذا به يعود ليتزوجها.
الشعب المصرى يوم أن ثار بكل طوائفه وأعماره كان يصرخ طالباً الطلاق البائن الذى لا عودة فيه وظن أنه حصل عليه، وإذ به بعد عام وشهور أربعة من البهدلة والخراب والدم المسال على الأرصفة والشوارع وأعمار الشباب المقصوفة وحكايات الخيانات فى الماضى، يجد نفس هذا الشعب أنه يقترب من باب المأذون وكل الأيدى تدفعه للزواج ثانية ممن تصور أنه حصل على طلاق بائن منها.
الشعب المصرى الآن يواجه الرمضاء بالنار وكل أيدى النخبة ملوثة لا أحد منهم إلا برىء من قتلنا.
المتأسلمين فعلوا كما فعل أهل غزوة أحد، نزلوا سريعا طالبين الغنائم وما صانوا فينا عهدا ولا حافظوا عقلاً فكفر بهم العامة والخاصة وخافوهم.
ومن يطلقون على أنفسهم قوى الثورة ليبرالية ويسارية بهرتهم الأضواء فظنوا أن صندوق البوسته تلفزيون وتشرذموا ولم يسلم منهم أحد، وهناك مئات من الأمثلة سأسوق منها القليل، مجموعة 6 أبريل فى خلال أقل من عام صارت جبهتان، والأخ أبو حامد بتاع الخرطوش يعلن عن حزب جديد، وينفصل عن المصريين الأحرار، لأنه تصور نفسه نجم كفيل بأن يكون رئيس حزب، مئات بل آلاف من الأمثلة قد تكون على علم بها أو لا تكون ولكنها فى النهاية نتجت عن كفر الناس بهم ولم يعد لهم من ملجأ إلا برامج التلفزيون يتنقلون بينها أو يقدمونها.
ثم نجد أنفسنا أمام طائفة ثالثة وهم أهل وحوار يين الزوجة السابقة الذين لم تقترب من وجوههم حمرة الخجل فيريدون تصدر المشهد، وكأن كل ما فات ما كان كفيلاً بأن يتواروا خجلاً مما شاركوا فيه أو سكتوا عنه، والعجب كل العجب أن حتى هؤلاء انشطروا نووياً ولم يجتمعوا على قلب رجل واحد، بل راحوا يعايرون بعضهم البعض كما يفعل شفيق وعمرو موسى وربما سيدخل على الخط رجل المخابرات السابق ومستشار الدولة الخليجية عمر سليمان.
لم يترك أحد من هؤلاء فرصة لأهل مصر كى يتنفسوا بعض من هواء نقى بل أزكموهم بروائح عفنة وهم لا يدرون أن الكل سيموت وهم على القمة وأن الشعوب تبقى وزبالتها يتم تدويرها مهما زادت.
ولكن إلى أن يحل الله فى أمرنا رشداً فمرة شعب صعيدى أجوز على مراته طلعت هى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة