فى تركيا تعمل المرأة 15 ساعة فى اليوم، ليس فقط لأنها تريد أن تثبت قدرتها على التحدى والنجاح، لكن لأنها تحب بلدها، ولها رغبة فى أن تشارك فى صناعة حلم بلدها فى الوصول إلى قوة عظيمة، كل النساء فى تركيا يعملن ولهن رأى فى العمل وفى القرار وفى البرلمان وفى القانون الذى يحكم علاقتها بالدولة. المرأة هناك هى سر الصحوة التركية وليس السيد أردوغان، فإذا أردت أن تعرف سر تجربة دولة.. ابحث عن المرأة، المرأة هى التى تجعل للثورات قيمة إذا تعاطفت معها وشاركت بحماس وتجعل من العمل قيمة كبيرة إذا مدت يدها لتعمل مع الرجل فى نفس اللحظة، إنها روح الأشياء فلا الجنة كانت من غيرها ولا الدنيا بدون وجودها. فى مصر تبدو المرأة مجرد تمثيل مشرف، منتهى الإهانة لحفيدة مئات السيدات الفاضلات فى تاريخ مصر، تتجلى عبقرية المرأة المصرية فى الصعيد، بكل صلابتها وحكمتها وشرفها الحر، بكل قوتها وشجاعتها فى الأزمات وإدارتها للمواقف الصعبة، المرأة المصرية قائد فريد، إنسان حقيقى مكتمل، وفى ريف مصر سيدات يملكن موهبة الطموح والإرادة، ومن حق المرأة قدر أفضل ومساحة أكبر فى مجتمع يحلم بالتغيير، بعد أن تم اختصارها فى قضايا هامشية تتعلق بماذا ترتدى وفى ماذا تتكلم ومن تتزوج وكيف تنجب؟
إهانة المرأة المصرية مستمرة من عصر إلى عصر، ولم أجد اعتراضا حقيقيا على ما يحدث لها، إهانة من عصر مهد لها الطريق للحرية دون أن يعلمها ما هى الحرية، إلى عصر يريد أن يعيدها إلى حجرة صغيرة موحشة فى بيت ليستعملها مجرد كرسى خشب أو فراش.. فى الخمسين سنة الماضية على الأقل وحتى هذه اللحظة يتم إهدار قيمة المرأة فى المجتمع بشكل متعمد، تم بنجاح منقطع النظير، جعلها بعضا من الحياة وليس نصف الحياة، فصل قضاياها عن المجتمع فى عنصرية واضحة جعلتها تزداد تضاؤلا، المرأة شريك أساسى فى الحياة، وليس شريكا صامتا، هى العائلة التى تصنع مواطنا صالحا، وبالتالى فإن اختيارها للتمثيل فى أى صناعة قرار لا يجب أن يتم بناء على أنها امرأة، لكن على أنها مواطن يملك أفكارا وقدرا كبيرا من التعليم لكى يطرح رأيه المهم على المجتمع. وهكذا تم اختزال المرأة المصرية عمرا بعد عمر حتى أصبحت جزيرة منعزلة فى عالم كبير، تم حصارها فى كثير من التفاهات المتعمدة، وتم صناعة مسلسلات تليفزيونية فى خمسين سنة تغسل دماغ أى امرأة حتى إنها صدقت أن قضاياها يجب أن تدور حول العنوسة والخيانة والزواج والغيرة وأن الرجل خلق ليحاربها ويسرق حقها فى الحياة، وأنها يجب أن تنحرف لتنجح وتفسد لتأخذ حقها، أين هى المرأة الحقيقية فى مصر؟ أين قصتها؟ فى مصر آلاف القصص الجميلة التى تحكى قصص نساء مكافحات فاضلات، نجحن فى ما لم ينجح فيه الرجل، لكن القصة وصاحبتها لم يكلف أحد نفسه بالبحث عنها، مع أنها قصة كبيرة نقرأ فيها كيف تصنع المرأة نجاح عائلة وكيف تغير وطنا، حُجبت القصص الجميلة، وتُركت لنا قصص مشوهة عن المرأة وألعاب مسموح تداولها مثل: ما هو الزى الشرعى للمرأة.. سنوات طويلة ونحن نناقش ماذا تضع المرأة فوق رأسها وليس ما تملكه المرأة فى رأسها، حتى الآن كل ما ننظر له فى المرأة كعب قدميها، لم يكلف أحد نفسه بالنظر إلى ما يمكن لهذه المرأة الملهمة أن تشارك به فى صناعة وطن جديد قوى، المرأة فى مصر تملك ماهو أكثر أهمية من المرأة التركية.. تملك الإصرار والفكرة والخيال، إنها ليست روبوت خشب يحركه آخرون لأنها هى التى تحرك الآخرين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
شذى الورد
انتبه مصر ثرجع للخلف .
عدد الردود 0
بواسطة:
Woman
Pravo!
عدد الردود 0
بواسطة:
Miss Amira
المرأة مجرد عورة
عدد الردود 0
بواسطة:
ayoub
قديمة
لم تأت بجديد ما هو إقتراحك العملي