لم تقم ثورة 25 يناير ضد شخص مبارك، وإنما ضد كل نظامه، ولم ترفع الثورة شعار الفرز والتجنيب، بمعنى أنها ضد مبارك وأسرته، وليست ضد عمر سليمان وفريقه، قامت الثورة ضد كل هؤلاء، وما فعلوه من سياسات طوال ثلاثين عاماً أعادت مصر إلى الوراء.
لم يكن نظام مبارك فريقين، فريق يعطى ويمنح، وفريق يأخذ ويمنع، كان نظاماً واحداً، أنتج أسوأ ما شاهدته مصر فى تاريخها، وكان عمر سليمان رمزاً كبيراً لهذا السوء.
لم يكن عمر سليمان مقاوما من داخل النظام، ولم يفعل حتى ما يؤدى إلى تحسين صورته، وإنما كان ضمن رؤوسه، ولهذا لم يقتنع أحد به، حين قرر مبارك تعيينه نائبا فى ذروة الثورة.
أين كان عمر سليمان فى كل انتخابات يتم تزويرها؟ وأين كان حين بلغ نظام مبارك أعلى درجات الفجر والعهر بتزويره انتخابات مجلس الشعب عام 2010؟، أين كان وقت أن كان جمال مبارك وأحمد عز يتصرفان ويتحكمان فى كل شىء، وكأن مصر عزبة خاصة لهما؟، أين كان من سيناريو التوريث الذى سخّر النظام كل مقدرات مصر من أجل تمريره؟، أين كان وقت بيع مصانع مصر باسم الخصخصة، لقلة تحتكر كل شىء، فى مقابل أغلبية يأكلها الفقر كل يوم؟.
أين كان عمر سليمان وقت بيع أراضى مصر بأبخث الأثمان، لقلة تزف كل يوم بشرى قدوم جمال مبارك إلى الحكم؟.
ماذا فعل عمر سليمان أمام كل ذلك؟، وماذا فعل فى قضية مياه النيل التى كان ملفها بحوزته؟، الإجابة تأتى من رئيس الوزراء الإثيوبى الذى قال بعد ثورة 25 يناير، إن عمر سليمان يتحمل المسؤولية فى تسميم الأجواء بين مصر ودول النهر.
أما الملف الفلسطينى فقد كان نموذجاً لفشل كبير فى السياسة المصرية مع نظام مبارك، وأذكر أننى سألت أحد القيادات الفلسطينية التى كانت تحضر لقاءات المصالحة برعاية عمر سليمان، عما يفعله الرجل من أجل إنجازها، فرد القيادى الفلسطينى: «لا يفعل شيئا».
عمر سليمان هو العنوان الأكبر لنظام مبارك بكل ما قدمه لمصر من مساوئ، فلا تنخدعوا فيه، فكيف نصدق الرجل الذى تربى فى أحضان هذا النظام، ثم يقول إنه سيأتى بجديد؟.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة