يبدأ القرآن بآية هى نور وهداية «بسم الله الرحمن الرحيم» وبها يؤكد رب السموات والأرض ورب العرش الكريم أنه رحمن رحيم. وقال العلى القدير العظيم «سبقت رحمتى غضبى». إن الله سبحانه وتعالى هو المتكبر على الصغائر. لا يريد لمخلوقاته سوى السعادة فى الدنيا والآخرة «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون» وفى العبادة سعادة وأى سعادة فى العبادة لأن العبادة تؤى إلى القرب. وأى قرب هذا؟ إنه القرب من رب الوجود الخالق الأوحد «قل هو الله أحد الله الصمد». قال تعالى فى حديث قدسى «كنت كنزا مخفيا فخلقت الخلق لكى أعرف. فبى عرفونى» كان الله ولم يكن معه شىء ولم يكن فى حاجة إلى أحد من بشر أو ملائكة أو جن أو غير ذلك ولكن الكرم والجود الإلهى استوجب خلق الخلق لكى ينعموا بنعم الله التى لا حصر لها. ولكن العدل الإلهى استوجب إيجاد عالم الشهادة حتى يكون العطاء على قدر العمل والإخلاص والحب والإتقان والفناء فى حب رب الخلق العلى العظيم الرحمن الرحيم وحب رسله وعلى رأسهم إمام المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وإرسال الرسل هو من الرحمة الإلهية والعدل الإلهى. والرسل يذكرون ويشرحون ويدلون على سبل الهداية والخلاص. إنهم المصطفون الأنوار الذين بنور قلوبهم وعقولهم يهدون البشر إلى حقيقة الوجود ومعناه. وسوره الواقعة فى القرآن المقدس تصور بعض جوانب القيامة والثواب والعقاب فى الآخرة. ولقد جاءت الرسل حسب قدرة الناس فى كل عصر على الاستيعاب والفهم والتذكر. وهذا من العدل والرحمة الربانية. ولكن هناك فى كل عصر أفرادا وجماعات تسد آذانها وتغلق عقولها وتغمض عيونها عن كل الأدلة والبراهين والأنوار الربانية التى أوجدها الله العلى القدير فى صدور وقلوب وعقول الأنبياء والمرسلين. أمثال أبى جهل عليه اللعنة الذى أغلق عقله وقلبه وعينيه عن الأنوار المحمدية وأصر على الضلال الأسود حتى غرق فيه وكان مصيره نار جهنم. أما أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه فعندما التقى بالأنوار المحمدية فأسلم وسلم بكل ما جاء به سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتحدى قريش وكل من لم يؤمن بما جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام. لقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل أسباب السعادة فى الدنيا وفى الآخرة وبكل الكمالات السلوكية المؤدية للحضرة القدسية وإلى صحبة الأنبياء والشهداء والصالحين فى الملأ الأعلى. إنه صلى الله عليه وسلم رحمة الله للعالمين التى ختم بها الإرسالات الربانية إلى عباده الذين يحبهم «ولقد كرمنا بنى آدم» ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو التكريم الأعظم للمخلوقات جميعا. إنه خليفة الله الأعظم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة