حنان شومان

الشيخ القرضاوى يخلط الماء بالزيت

الخميس، 10 مايو 2012 04:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحق قال الأولون لا تخلطوا بين الماء والزيت لأنهما لا يختلطان، ورغم ذلك كثر الخلط فى تلك الأيام حتى إن الناس ما باتت تعرف أين الزيت من الماء، أما الماء فهو عقيدة الإنسان ودينه أيما كان، الذى لا يستطيع أن يحيا بتوازن دونه. وأما الزيت فهو السياسة التى يتغير لونها ونوعها حسب الزمان والمكان والظرف فقد يكون مرة زيت سيارات أو زيت زيتون أو زيت نخيل وقد يكون باردا أو ساخنا أو مغليا، كلٌ حسب الظروف.

ولو أن عوام الناس قد فعلت هذا الخلط لقلنا ربى اهدنا واهدهم إنهم يجهلون ولكن حين يتم الخلط على يد من يقال وينظر لهم كدعاة الأمة وكبار شيوخها ويجرّون الناس إلى هذا الخلط المريب غير المحمود وجب علينا أن نصرخ بأعلى أصواتنا لا، كفوا أيديكم عن استغلال الدين فى أمور السياسة المتغيرة المتلونة الكاذبة أحيانا المرتبطة بالمصالح الدنيوية دائماً.

وفى أمر هذا الخلط صار للأسف المشايخ يتنافسون فلم يعد يسلم منهم أحد إلا من رحم ربى، ويبدو أن الشيخ يوسف القرضاوى باعتباره رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين يتصدر المشهد، أليس هو رئيسهم؟! فالشيخ الجليل يتنافس ما بين اللحظة والأخرى فى حالة خلط بين الزيت والمياه عفوا الدين والسياسة ومصلحة جماعة ينتمى لها وفتوى يملك أن يطلقها بين الحين والآخر حسب الظروف.

وكان آخر ما أطلقه الشيخ الجليل ما نشره على الصفحة الرسمية للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين أن من يعارض الجماعة وتنظيمها جاهل ويتبع أسلوب آل لوط وأن الإعلام يشوه صورتها، والشيخ فى ذلك قد خلط بشكل واضح لا يحتمل اللبس بين السياسة والدين، فجماعة الإخوان ليست جماعة دعوية ولكنها جماعة سياسية تبحث عن كرسى الحكم، كما أن الجماعة حتى كفصيل دينى لها اتجاهات تختلف معها فصائل دينية إسلامية أخرى، فهل قصد الشيخ هنا الاختلاف الدينى أم السياسى؟!

وقبل أسابيع من الآن كان القرضاوى قد أصدر فتوى أخرى بذات الخلط حين أفتى بحرمة زيارة بيت المقدس على إثر زيارة المفتى لها، وهو أمر جد عجب فما علاقة الفتوى الدينية بمسألة سياسية بحتة تخص أمرا يخضع لمعايير لا علاقة للدين أو الإفتاء بها. الشيخ القرضاوى له تاريخ فى الفتاوى السياسية لا الدينية فهو صاحب فتوى ضد النظام السورى وصاحب فتوى ضرورة الاستعانة بقوات الناتو لتحرير الأرض، ولكن ذات الشيخ ساكت عما يحدث فى البحرين من انتهاك للحريات والإنسانية كما فى سوريا وساكت أيضاً عما يحدث من انتهاكات فى السعودية، ويبدو سكوته أحياناً متكررا، فكيف بنا نرضى بفتاواه.. أيها الشيخ الجليل ويا أتباعه فى كل مكان ما بال فتاواكم تكثر وأنتم تجلسون على الكراسى الوثيرة وأمام الكاميرات وما سمعنا أو شاهدنا حملات لكم تذهب للدعوة فى مناطق وثنية كما كان جنوب السودان مثلا، ثم تلومون على جماعات التبشير عملها.. يا أيها المشايخ انتبهوا للدعوة إلى الدين وأخلصوا فيها، أما إن قررتم أن تكون دعواكم للسياسة والدنيا وألاعيبها فلا عتب أن تصيبكم سهام منا ولا عتب إن قلنا كفاكم خلطاً بين الماء الرقراق والزيت الأسود.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة