أمس الأول وفى الصباح المشرق كان الرئيس الفرنسى نيكولاى ساركوزى يعترف بهزيمته فى انتخابات الرئاسة بكل هدوء أمام منافسه الاشتراكى فرانسوا هولاند، ويعلن انسحابه من الحياة السياسية ويعود فرنسيا بين الفرنسيين كمواطن يعمل بمهنة المحاماة التى قرر العودة إليها وتسجيل اسمه فى نقابة المحامين.
فى ذات اليوم وفى المساء الكئيب ظهر حازم أبوإسماعيل المرشح المستبعد من الرئاسة بسبب حصول أمه على الجنسية الأمريكية، ظهر بعد غيبة طويلة بإصرار عجيب وعناد كبير على الاستمرار فى خلط الأوراق، تحدث وأسهب وأطال ولم يقل شيئا ولم يضف جديدا سوى أنه بدا مثل شمشمون الذى هدم المعبد، لم يكن فى حلقة «آخر كلام» مع الزميل الإعلامى اللامع يسرى فودة سوى نفسه، فلا فكر ولا مشروع ولا برنامج ولا قضية، كان همه الأول الدفاع عن نفسه المحاصرة والغاضبة والمحبطة وتبرئة ساحته، تبرأ من مشايخه وأنصاره وحملته وصفحته على الفيس بوك، وهاجم الإعلام والعسكرى واللجنة العليا للرئاسة وتنصل من انتمائه لجماعة الإخوان، بدا مهزوما منكسرا خائر القوى مشتت الانتباه، سئل عن أشياء محددة فأجاب بغيرها بكلمات متسكعة فى جمل غير منضبطة تائهة فى اتجاهات شتى.
فى الصباح المشرق له كان فرنسوا هولاند الرئيس المنتخب يقف إلى جوار الرئيس المنتهية ولايته ساركوزى فى مراسم إحياء ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية وتصافح الرجلان اللذان تواجها بشكل حاد خلال الحملة الانتخابية، قبل أن يضعا معا إكليلا من الزهر على قبر الجندى المجهول ثم يضيئا الشعلة على الضريح، وأنصتا معا بعد ذلك إلى النشيد الوطنى الفرنسى ثم إلى نشيد المقاومة الفرنسية، وقف هولاند إلى يمين الرئيس المنتهية ولايته وخلفه بخطوة لأنه مازال الرئيس.
فى الصباح المشرق أيضا قضى الأمر وفاز من فاز وخسر من خسر وبقيت فرنسا ولم يدع ساركوزى أنصاره «الساركوزيين»، «أولاد نيكولاى ساركوزى» إلى مليونية رفض الانتخابات فى ميدان الكونكورد أشهر ميادين باريس، والاستعداد لمفاجأة كبرى تثبت تزوير الانتخابات وتقديم أوراق مختومة بختم النسر!
فى المساء الكئيب دعا حازم أبوإسماعيل اأنصاره للنزول يوم غد الجمعة، رغم أنه تنصل منهم فى الحوار، لم يحدد ماذا يريد من يوم الجمعة، قال إنه لا يحب المليونيات، أنكر كل ما قاله وهو موثق، واتهم الإعلام بأنه يصوره كرجل دموى ويستعين بفيديوهات قديمة..
هذا هو الفارق بين الصباح المشرق والمساء الكئيب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة