المتابعة السريعة لحرب التصريحات الدائرة بين الإخوان والسلفيين، أو بين الإخوان وأنصار حملة دعم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، أو بين كل هؤلاء وحازم صلاح أبوإسماعيل الذى كان يحمل لقب «شيخ» قبل أن يسقط فى مستنقع الكذب، ويجره هوى السلطة.. التدقيق اللغوى والأخلاقى فى كل هذه المعارك، سيكشف لك كل السقطات التى تأكل من رصيد المشروع السياسى للتيارات الإسلامية.
لا تتسرع فى الحكم، وترفع فى وجه كلماتى شعارك الشهير «موتوا بغيظكم»، لأن الكلام السابق الذى طالما كررناه وحذرنا منه، يخرج الآن من داخل البيت الإسلامى، ليحذر من خسائر كثيرة تعرض لها الإخوان والسلفيون.
التخوف الإسلامى يبدو واضحا بشكل أكثر فى رسالة البرلمانى المحترم الدكتور أحمد خليل، عضو مجلس الشعب والهيئة العليا لحزب النور، والتى وجهها للأحزاب السلفية ولجماعة الإخوان المسلمين وحزبها، وقال فيها الآتى: (قليل من البصيرة يرحمكم الله.. بالله! أرجوكم! أنادى كل ذرة تدين ووطنية فى قلوبكم.. نداء إلى إخوانى فى حزب النور والدعوة السلفية.. نداء إلى إخوانى فى حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين.. لا داعى لإسقاط مرشحينا، هؤلاء أملنا فى مشروعنا.. شفيق عاد لملايين الأصوات المعروفة التى وعدته.. وموسى معلوم من سيعطيه..
الكتلة الصامتة بدأت تردد كلامكم وشبهاتكم التى تلقونها على بعضكم البعض..
عُدت اليوم إلى دائرتى، فوجدت صور شفيق وموسى، بل وجدت كلاما جديدا من الناس.. بالله سنخسر جميعًا رغم أنه من الممكن أن نكسب جميعًا.. وأمس حدث حوار بينى وبين سائق تاكسى بالقاهرة ولا تتخيلوا مدى تأثره بكلامكم!
العِند هو عنوان التعامل والنوايا ستفسد.. أنتم أبناء تيار واحد.. رجاء، كل واحد يُسوّق لمرشحه ونظهر مع بعضنا البعض كارثية موسى وشفيق..
ظنى بالله أن يحسم الأمر مرشح إسلامى من الجولة الأولى، أو أن يدخلا جولة الإعادة معا، وفى أسوأ الأحوال سيعيد أحدهما مع مرشح من الفلول، ولكن بهذه الكارثية فى التعامل قد يكسب مرشح من الفلول من الجولة الأولى!
كونوا على قدر التحدى.. أحسنوا النية.. وجمّلوا العمل.. كونوا عباد الله إخوانا.. لا تكونوا معول الهدم الذى يهدم مشروعكم أمام أعينكم وعندها لا ينفع الندم!
قليل من البصيرة يا قوم.. أفيقوا يرحمكم الله.
لقد سقطنا فى الأخلاق والسلوكيات قبل بدأ شهر الانتخابات، المرارة تملأ حلقى من الحرب الإلكترونية التى تصب فى مصلحة شفيق وعمرو موسى! فلنستمر على نفس الحماسة، ولكن فقط نغير البوصلة..
اللهم ألّف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام!
اللهم قد بلغت.. اللهم قد بلغت.. اللهم قد بلغت)
انتهت رسالة الدكتور خليل التى تبدو فى جوهرها شهادة مخلصة من داخل بيت أصابته شروخ بسبب ممارسات أهله الخاطئة، والوجع فى كلمات الدكتور خليل أوضح من أن أسعى لإظهاره لك، كما أن الإخلاص الظاهر من كلماته أكبر من أن تزايد عليه أنت أو غيرك.. اقرأ كلماته بضميرك، واعلم أيضا أن أفعال أنصار التيار الإسلامى، وتحديدا أنصار أبوإسماعيل، كانت السبب المباشر للنسبة الأكبر من هذه الخسائر التى تعرض لها المشروع الإسلامى السياسى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة