إبراهيم داود

حمدين.. وهذه المرة

الإثنين، 14 مايو 2012 04:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أستغرب كثيرا من الذين يدعونك لانتخاب شخص هم لا يثقون فى نجاحه، ويؤكدون لك أن دعمه مهم لإعداده للانتخابات الرئاسية بعد المقبلة، أنصار خالد على يعملون بهذه الروح، وأيضاً أنصار أبوالعز الحريرى وهشام البسطاويسى، وقطاع ليس قليلا من أنصار حمدين صباحى، الأربعة هم الأفضل من وجهة نظرى ولو كانت الثورة ابتكرت إعلاما نقيا يليق بها لكان أحدهم على الأقل قد ضمن الإعادة فى مواجهة تحالف المال والدين والدبابة، ولكن ثقافة عدم الثقة فى النفس وفى قدرات المصريين على المباغتة هى التى وضعتنا فى هذه الحالة، رغم معرفة الجميع أن واقعا جديدا تشكل بفضل الثورة وشهدائها يسمح بتحقيق ما نتمناه بالفعل، أنا لست ناصريا ولكنى أحب جمال عبدالناصر كما أحبه اليساريون الذين اعتقلهم، وأختلف كثيرا مع أصدقائى الناصريين، ولم أستوعب حتى الآن كيف يتحالف حزب الكرامة مع حزب يدين رئيسه بالولاء لشخص لا وطن، ويروج شخص رائع مثل أمين إسكندر لحزب دينى فى شبرا معقل الأقباط فى القاهرة من أجل مقعد فى برلمان سريالى، أو عندما يغلق مبارك برنامجا لإعلامى كبير فيذهب إلى تلفزيون القذافى ينتقد الأوضاع فى مصر لا ليبيا، وأشياء كثيرة من هذا القبيل، ولكن معظمهم فى المقابل لهم مواقف محترمة فى مواجهة إسرائيل والتطبيع معها ودعم المقاومة والدفاع عن مجانية التعليم ومواجهة الخصخصة والحديث بصرامة محببة عن السيادة الوطنية والانحياز الى الفقراء بشكل عام، هذه المواقف يتبناها حمدين صباحى ويعمل من أجلها طوال عمره، وأشهد أنه شخص نقى، واسع الصدر، يستمع أكثر مما يتكلم، يشعرك إذا كنت صاحب مظلمة أنه متفرغ لك تماما وأنه معك حتى النهاية، يمتلك قدرة مذهلة على استيعاب الآخرين، وهو أيضا صارم فى الحق، وأعرف حكايات صغيرة متناثرة تؤكد أنك أمام مشروع زعيم كبير، لأن الطيبة والحنو والبشاشة المرتبطة بالحزم تؤهل هذا الشخص لكى يعبر عن المصريين فى الفترة المقبلة، وليس بعد ذلك كما يروج البعض، أولا لكى ينقذنا من بلاغة وطمع المتمسحين بالدين الحنيف، ومن «تناحة» الفلول الذين لم يصدقوا بعد أن مصر تغيرت، ثانيا لا أحد يعرف كيف ستكون الأحوال لو ركب الذين تخيلوا أن مصر سقطت فى «حجرهم»، وهل سيسمحون لأحد بمعارضتهم أصلا، حمدين حل نموذجى للمعضلة التى نعيشها، لأن خصومه فى المستقبل «وقد نكون بينهم» لن يصيروا كفارا ولا خونة، ولأنه بالفعل «واحد مننا»، ولا يوجد له كفيل غربى أو خليجى، وأعتقد أن الثلاثة الأنقياء الآخرين سيسعدهم نجاحه، وباستطاعتهم هذه المرة أن يفعلوها، ويستثمروا القبول الذى بدأ يتنامى فى الأيام الأخيرة بشكل مفرح لصالح حمدين بين البسطاء، ويدعموه من أجل المستقبل، الذى من الممكن أن يكون الأربعة فى الصدارة منه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة