المال الحرام وحده لن يكون سلاحا فعالا فى الانتخابات الرئاسية الحالية فى مصر، وإنما أيضاً التوظيف السياسى للدين فى معركة الرئاسة، وهذا هو أخطر وأسوأ ما فى هذه الانتخابات التى يستغل مرشح لتيار الإسلام السياسى الدين كمطية فى الحملة الانتخابية له، وهو ما حدث فى الانتخابات البرلمانية من التيارات والأحزاب الدينية، واستغلال خصوصية الدين عند البسطاء والفقراء من المصريين.
فالمرشح البديل لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسى أعلن فى أحد مؤتمراته الانتخابية «إننا جئنا لندعو الناس إلى الإسلام»، وكأن المصريين يعيشون فى دولة كافرة ويتولى أمورهم أبو جهل وأبولهب، وكأن السيد مرسى هو المرشح الرئاسى المرسل بالدعوة للهداية لدين الإسلام الذى لا يعتنقه المصريون، وهو حامل صكوك الغفران ودخول الجنة الموعودة، ولم نعرف كيف سيدعو السيد مرسى المصريين «الكفرة الزنادقة» للإسلام ومن هم صحابته الذين اختارهم الله ليكونوا أشداء على المصريين ورحماء بينهم.
أنصار وحواريو المرشح البديل بدأوا أيضا فى استغلال الدين أسوأ استغلال وإطلاق الفتاوى الجاهلة لترهيب الناس من أجل اختيار السيد مرسى، فأحدهم أفتى بأن من سيعطى صوته لغير مرسى سوف تقرصه الثعابين فى قبره لمدة 4 سنوات، على اعتبار أن الأخ صاحب الفتوى خبير بشؤون الثعابين وتربيتهم فى القبور، وأنه سوف يعطى الأمر لهم بقرص كل من سيصوت لغير الدكتور مرسى لمدة 4 سنوات كعقوبة على عدم التصويت للمرشح القادم من السماء.
والمسألة لم تتوقف عند صاحب فتوى الثعابين بل تمتد إلى آخر رأى فى مرسى بأنه مرشح الرب فى الانتخابات الرئاسية فى مصر، وبالتالى لا يجوز أن يصوت المصريون لغيره وإلا فإنهم يرتكبون -والعياذ بالله- كبيرة من الكبائر والويل لهم وبئس المصير.
استغلال وتوظيف الدين فى أمور سياسية هو أخطر التحديات التى تواجه انتخابات الرئاسة فى مصر وتواجه عملية البناء السياسى والتحول الديمقراطى ويدفع بنا إلى خطر الاستبداد الدينى بعد التخلص من الاستبداد السياسى، والأخطر منه أن يسىء، إلى الدين ويشوه صورته ويهدر قيمه الأصيلة، ويخالف سنة الرسول الكريم الذى لم يفرض شخصا بعينه لخلافته بعد موته بل ترك الأمر شورى بينهم.
ولله الأمر من قبل ومن بعد فى أمثال هؤلاء بمن فيهم المرشح البديل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة