اعتبر الداعية الإسلامى الشيخ أحمد المحلاوى، أن ذهاب المصريين إلى الإدلاء بأصواتهم لانتخاب رئيس للجمهورية هو واجب شرعى حتمى كبقية واجبات الشريعة، لكنه فى نفس الوقت يطالب الناخبين وبشكل غير مباشر، بعدم التوجه إلى الانتخابات وإعلان البيعة لمرسى، والدليل يأتى مما قاله : «عند التصويت ليس هناك اختيار بين مرشحين، ويجب اختيار مرسى باعتباره المرشح الذى أيده علماء الأمة وقادتها».
يلوى الشيخ المحلاوى عنق الحقيقة، ويسخر سلاح الدين فى غير مجاله، ويعطى لمرشحه المفضل الدكتور محمد مرسى قداسة دينية غير مسبوقة، كما يعطى إيهاما بأن مرسى وكأنه ملك من السماء نزل ليسير على الأرض.
يتحدث المحلاوى عن أن علماء الأمة وقادتها أيدوا مرسى، ويحتاج هذا الكلام إلى مراجعة، لأنه يخالف الحقيقة، ويغيّب العقول، فعلماء الأمة وقادتها موزعون فى التأييد على كل المرشحين، فمنهم من يؤيد أبو الفتوح، ومنهم من يؤيد موسى، ومنهم من يؤيد حمدين، ومنهم من يؤيد العوا، بل إن من علماء الأمة من يحذر من انتخاب مرسى على أساس أنه ليس من الصواب أن يحتكر الإخوان كل شىء، ويضرب المحلاوى عرض الحائط بكل ذلك، مصمما على أن قادة جماعة الإخوان وكوادرهم هم العلماء والقادة فقط، أما الباقون فيبدو أنهم من وجهة نظره مجرد عرائس تتحرك فى سيرك كبير.
الديمقراطية يا شيخ محلاوى، أن تحث الناس على الانتخاب، وتنصحهم بقراءة البرامج، وانتخاب أصلحها، لا أن تقول كلاما نفهم منه مبايعة مرسى على طريقة مبايعة «المرشد».
حث الناس يا شيخنا الكبير على الانتخاب لا يتم على القاعدة التى ذكرتها : «خلاص ليس هناك اختيار بين مرشحين، ويجب اختيار مرسى».
فى معركة انتخابات مجلس الشعب، تم استخدام سلاح الدين بطريقة مغلوطة، وسخر خطباء مساجد تواجدهم على المنابر لصالح مرشحين، وجاءت النتيجة بنواب سرعان ما حصلوا على غضب شعبى لافت، ولأن جوهر تعاليم ديننا الحنيف بريئة من ذلك، فالخطأ يتحمله كل الذين يسيئون لهذا الدين العظيم، حين يزجون به طبقا لأهوائهم الخاصة، وإذا كان ذلك قد حدث فى آخر انتخابات شهدتها مصر، فليس من اللائق أن تتكرر فى انتخابات الرئاسة بالطريقة التى فعلها الشيخ المحلاوى ويفعلها غيره.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة