أنصار مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسى بدأوا فى استخدام نفس الأساليب التى استخدمها الحزب الوطنى المنحل فى السابق فى عدد كبير من المدن والمناطق الشعبية والعشوائية لجذب وشراء أصوات الفقراء والمحتاجين فى تلك المناطق واستغلال الحاجة والعوز بتوزيع أكياس الأرز والزيت والسكر والبطاطس.
ورغم الفتاوى الدينية المتكررة بتحريم تلك الأساليب للتأثير على إرادة الناس فى اختيار مرشحهم بتحكيم ضمائرهم ورفض الرشاوى العينية واعتبار ذلك تضييعا للأمانة بمنح الصوت لمن يدفع أكثر، فمازالت حملات البطاطس والأرز والزيت والسكر مستمرة، واستغلال فقر شريحة هامشية كبيرة من المصريين للتصويت لصالح مرشح معين يمتلك المال ومواد التموين.
ولذلك فقد انطلقت حملات مضادة فى الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعى لتوعية الناس والاحتكام إلى ضمائرهم فى اختيار مرشحهم للرئاسة تحت شعار «خد تموينك من مرسى واعطى صوتك لمن يختاره ضميرك».
حملات مرشح البطاطس والمواد التموينية تشبه إلى حد كبير، بل تكاد تتطابق مع ما كان يقوم به النظام السابق فى إفقار الناس بنظرية «أن الشعب الجائع لا يفكر» ولا يفكر إلا فى غذائه فقط، وبالتالى تنعدم لديه القدرة على الحركة والتفكير ويصبح فريسة سهلة لتجار الدين ومحترفى السياسة على أساس أنه لا قيمة للفقير والمهمش والمحروم، إلا أن يكون مجرد صوتاً انتخابياً.
فالشعوب عندما تحصل على حقها الطبيعى فى لقمة العيش وفرصة العمل والسكن والتعليم اللائق والرعاية الصحية المناسبة، فلن يستطع تجار البطاطس ومحترفو الانتخابات التأثير عليهم وشراء أصواتهم بالرشاوى، ويبقى الفيصل هو الاحتكام للضمير وإلى البرامج الانتخابية الحقيقية وليس الوهمية. والتاريخ يبين أن قوى الفقر والجوع والقهر هى الطاقة الروحية المحركة للثورات ضد مجوعى الشعوب واستغلال عوزهم وفقرهم وحاجتهم، لكن يبدو أن أصحاب مشروع «النهضة» لا يستوعبون درس التاريخ، وأن الهدف الحقيقى من النهضة هو الإبقاء على نسبة الفقراء فى مصر كطاقة تصويتية فى أى انتخابات قادمة، لصالح من يدقع أكثر أو من يوزع الدقيق والسكر والزيت.
لكن الرهان فى النهاية على صوت الضمير والأمانة لملايين المصريين الشرفاء الذين لن يغريهم كيس السكر والزيت، وأنه ليس بالبطاطس وحدها يفوز مرشح المواد التموينية.