البعض يريد الحياة فى الخداع والخيال، ويتضايق ممن يقول له الحقيقة، يحب من يخدعه ويرفض من يصارحه بالحقيقة. بعضهم قد يكون حسن النية، والآخر مريض بالتسلط. هناك من هو مستعد للدفاع عن الباطل، إما لأنه مخدوع أو حسن النية، أو يقبض ثمن دفاعه بالحق والباطل عن مرشحه.
عندما كتبت عن الرشوة الانتخابية والمرشحين الذين يشترون أصوات الناخبين. كان هناك معلقون يدافعون عن الرشوة ويبررونها، ويقولون إنها نوع من البر المتواصل، ولا يمكن وقفه فى وقت الانتخابات، وهو تبرير قد يكون مرفوضا، لكنه وجهة نظر. هناك من يترك الموضوع ويوجه شتائم أو هجمات، وهذه الكائنات تسمى اللجان الإلكترونية. ظهروا مع الحزب الوطنى، وبعضهم نقل وظيفته إلى الأحزاب والتيارات والمرشحين. وكل من يملك دفع رواتب.
الكثير من أعضاء اللجان الإلكترونية يكتفون بالعمل فى الظل وهم أنصاف مؤهلين، يتحولون أحيانا إلى دبة إلكترونية تضر صاحبها من حيث تريد خدمته. والفرق واضح بين المؤيدين أو المتطوعين وبين من يتخذون الدفاع «أكل عيش»، لا يفرق معهم فلان من علان ولا حزب وطنى من إخوان، المهم من يدفع. يعلقون على الأخبار والمقالات، بقوالب ثابتة، تمدح وليهم وتشتم من ينتقدونه، ولأنهم غالبا متعجلون لإنهاء ما هو مطلوب منهم، يفضحون أنفسهم وبطحاتهم وبطحات وليهم.
عندما كتبت عن السياسى الكذاب والمرشح الانتهازى والمرشحين الذين يزعمون حل كل المشكلات فورا ومن يتحدثون مثل حسنى مبارك ويكذبون مثل مسيلمة الكذاب، أو يستخدمون الرشوة الانتخابية رد عضو اللجنة الإلكترونية «خليك راجل وقول مرشح الإخوان د. مرسى»، ومع أننى لم أقصد مرسى، اكتشفت كيف يمكن لعضو اللجنة أن يكون ضارا بصحة مرشحه. ولو كان قرأ ربما اكتشف أننى لا أقصد مرشحه.
وهناك تشابه بين كائنات اللجان الإلكترونية، أحيانا يبدو أنهم نفس لجان الحزب الوطنى وانتقل بعضهم لحزب أو جماعة أو يجمع بين لجنتين إلكترونيتين. كنا نعرف أن تعليقاتهم صادرة من لجان الحزب الوطنى ولهم مفردات محفوظة مثل «من أنت لتقول كذا.. أنت تافه.. أول مرة أقرأ لك.. يا ريت تبطل كتابة» هو يظن أنه بهذا يغيظ بينما هو تافه بالأجر. ونرى نفس التعليقات دفاعا عن مرشحين هنا أو أحزاب هناك.
كان الحزب الوطنى يجمع أصحاب مصالح وانتهازيين وأغبياء، غرق وأغرقهم. وانتقل بعض الانتهازيين المحترفين بوظائفهم للرهان على القادم الجديد، فلول ارتدوا ملابس الثورة أو الجماعة أو الحزب أو الفلول. يقبضون ثمن شتيمة خصوم ولى نعمتهم أيا كان. مستعدون للدفاع عن الكذب والخداع، وهؤلاء ضررهم أكثر من فائدتهم.. فهم ليسوا مؤمنين بفكرة، ولا يدافعون عن مبدأ ولكنهم فقط يعملون لمن يدفع. يمكن أن تعرفهم بمجرد النظر، ينشطون فى مواسم الانتخابات، ويبيعون تعليقاتهم وشتائمهم لمن يدفع، طفيليات وبكتريا فى السياسة والإعلام.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة