ناجح إبراهيم

انتخابات الرئاسة فى فكر داعية

الثلاثاء، 22 مايو 2012 05:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو لم يكن لثورة 25 يناير من إيجابية سوى حرية اختيار الشعب المصرى لرئيسه، عبر انتخابات حقيقية وحرة ونزيهة لكفى، فهذه أول مرة ينتخب فيها الشعب المصرى رئيسه بحرية ودون قيود، وهو أول شعب عربى ينتخب حاكمه فى منظومة قد تتشابه فى بعض فصولها مع اختيار الرئيس الأمريكى. فالمرشحون الرئاسيون ينزلون إلى الناس فى المؤتمرات الشعبية، ويتحاورون معهم ويناظرون منافسيهم فى القنوات الفضائية، ويخضعون لاستطلاعات الرأى ونقد الناقدين، وإحراج الأسئلة الصعبة ويتكلفون الملايين من أجل الوصول إلى سدة الرئاسة.

ولو لم يكن لثورة 25 يناير من إيجابية سوى إقرار تداول السلطة لكفى، لأنه الآلية الأساسية التى تحول بين مصر وبين صناعة الفرعون من جديد، وتحول بين الحاكم وتكوين شلة فاسدة تحوطه وتحمى فساده، وتبقى معه عشرات السنين، تحمى سره ويحمى فسادها، تحول بينه وبين الناس، لأنها تعلم أنه باق فى السلطة حتى الموت. فلم يحدث فى مصر قبل ذلك، أن عاش رئيسان فى وقت واحد، فأحدهما على الكرسى والآخر فى القبر، أوأحدهما على الكرسى والآخر فى السجن كما حدث مؤخراً.

ولكننا الآن يمكن أن نرى فى مصر عدة رؤساء سابقين، يعيشون حياة عادية مثلهم مثل غيرهم، ففى أمريكا يعيش الآن قرابة خمسة رؤساء سابقين، وكلهم يعيش حياة عادية بسيطة بعيداً عن الأضواء والكاميرات والسياسة، هذا يهتم بمزرعته الخاصة، وهذا يهتم بحقوق الإنسان فى العالم، وثالث يهتم بقضايا السلام والتوسط فيها. وإذا شابت الانتخابات الرئاسية الحالية بعض السلبيات مثل تدخل المال السياسى الوارد من الخارج فيها، وهذا يمثل خطراً على الأمن القومى المصرى، لأنه يجعل للدول الخارجية يداً فى صناعة الرئيس المصرى القادم. فقد أنفق بعض المرشحين أكثر من 50 مليون جنيه حسب تقديرات البعض، ورغم ذلك كله فلدى أمل عظيم أن تكون هذه الانتخابات بداية جيدة لانتخابات تخرج لنا حاكماًً قوياً عادلاًً.. إسلامى التوجه، يجمع المصريين حوله جميعاً.

لقد جربت مصر المشروع الاشتراكى، ولكنه لم يحقق لمصر والمصريين ما يصبون إليه، وجربت الرأسمالية المتوحشة، وتزاوج السلطة مع رأس المال فضاق المصريون بذلك ذرعاًً، وكادوا يموتون جوعاً، وعاشوا المشروع العلمانى بعد انهيار فكرة الخلافة، فرأوا أنه يريد إقصاء الإسلام عن الحياة كلها. والآن المصريون فى شوق إلى المشروع الإسلامى الوسطى الذى يعدل بين الناس، وينصف الخصوم، ويعطى أوسع الحريات، ويحفظ حرمات الجميع ويحقق الأمن والأمان ويحيى الضمائر ويجمع ولا يفرق.. يبشر ولا ينفر.. يؤمن بالتدرج كسنة كونية وشرعية.. لا يقيم الحق على المجتمع فجأة حتى لا تتركه فجأة.. يطبق العدالة الاجتماعية دون تأميم ولا مصادرة.. يرى الضعيف قويا عنده حتى يأخذ الحق له.. ويرى القوى ضعيفا ً عنده حتى يأخذ الحق منه.. يأخذ من الغرب الصالح من دنياهم، ويعطيهم الصالح من الدين والدنيا.. يتعامل بديناميكية الإسلام وحيويته.. ويتعاون مع جميع الأديان والأعراق من أجل خير البشرية..ويوقن أن علاقات مصر بغيرها، تقوم على المصلحة، ولا تقوم على الولاء والبراء الدينى. وعلى كل ناخب أن يحكم ضميره الدينى والوطنى لاختيار الأصلح لرئاسة مصر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة