وائل السمرى

أظهرتم ذلنا.. أذلكم الله

الأربعاء، 23 مايو 2012 12:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما إن اقترب منهن وهن جالسات على إحدى المصاطب، حتى أسرعن بتغطية وجوههن وكأنهن مذنبات، نسوة ثلاث، يميزهن ملابسهن البسيطة، ولهجتهن الفلاحى التى لا تبين كلماتهن، اقترب منهن شاب وبيده كاميرا، فأخفين وجوههن، قال الشاب: «هى دى الشنط اللى اشتروكوا بيها يا حاجة؟ صحيح والله؟ ورينا الشنطة كده.. طب ورينا الميزان وصورة محمد مرسى كده» وفى أثناء كلامه إليهن جاءت ثلاث سيدات أخريات يحملن نفس «الشنطة» ولما وجدوا الكاميرا بيد الشاب أخفين وجوههن أيضا، وقبل انقضاء الثلاثين ثانية هى عمر تلك المواجهة، مشيت السيدات من أمام الكاميرا، وكأنهن يخفين جريمة.

انتشر هذا المشهد فى تسجيل مصور على موقع اليوتيوب تحت عنوان «فضيحة محمد مرسى وشراء أصوات حرام شرعا» ولست هنا لأدين فعل محمد مرسى الذى يتكالب الإخوان على الناس من أجل تأييده، ولكنى فقط أعلن عن غضبى واشمئزازى من تلك الأفعال التى لن ينساها التاريخ لهذه الجماعة المدلسة، ما أحزننى حقا وعصر قلبى من الحزن على أبناء بلدى هو إحساس النسوة اللاتى لا يجدن قوت يومهن ويضطررن إلى التهافت على مثل هذه الرشاوى الانتخابية المعتادة، نظرات الذل والضعف فى عيونهن اللاتى سارعن بإخفائها جعلتنى أحتقر من يستغل احتياج الفقراء وعوزهم ليمرر مرشحه الذى يعرف أنه لا يحظى بأى قبول شعبى، ظهر الذل على ردود أفعال النساء، وبدت إحداهن وكأنها تعرف أن ما تفعله ينتقص من كرامتها وشرفها، فسارعت بإخفاء وجهها ونهر الشاب الذى يصورها، ثم الهرولة من أمام الكاميرا، ولن أنسى ما حييت ذلك المشهد المأساوى الذى يدل على أن الجماعة التى لا تتورع بادعاء أنها تؤدى رسالة الله استخدمت عوز المحتاجين من أجل أن تصل إلى أعلى مناصب الدولة، ولم يؤلمها بؤس الفقراء ولا احتياجهم وإنما آلمها ضعف شعبية مرشحها، فوضعت كل المبادئ تحت أقدامها من أجل أن يصل رجلها إلى قصر العروبة.

يقولون «هى لله هى لله لا للمنصب ولا للجاه» ويعلم الله أنهم يقولون ما لا يفعلون، فكيف تكون حربهم «لله» وهم يضعون تعاليم الله تحت أغراضهم الدنيوية، وكيف تكون «لله» وبقلب كل إخوانى الآن شوق للمنصب الجديد الذى سيتولاه، كبراؤهم يجهزون أنفسهم للحقائب الوزارية ومجالس إدارة الهيئات ورئاسة المحافظات والأحياء، وشبابهم يعد العدة ليصبحوا أعضاء مجالس الشعب والشورى والمحليات، أما رجال أعمالهم فأعينهم دائما ما تنظر إلى نصيبهم من الاستثمارات القادمة، والصفقات الموضوعة فى قائمة الويتنج لِست، والأمر كله لا يكلف إلا بعض النصب باسم الدين وشنطة مفتخرة بها بعض المواد التموينية التى لا تظهر إلا فى أيام الانتخابات.

يحسب الإخوان أنهم سيربحون بالرشاوى الانتخابية والألاعيب القذرة، لكن فى الحقيقة هم الخاسر الأول، ومن لا يصدقنى فينظر إلى مقال المفكر الإسلامى الكبير «فهمى هويدي» المنشور فى الشروق يوم الاثنين الماضى بعنوان «المرشح الربانى» وللعلم فإنى اختلفت مع المفكر الكبير سابقا كثيرا بسبب انحيازه إلى الإخوان ومهاجمة من عاداهم، لكن يشاء الله أن تؤكد الوقائع ما كنت أذهب إليه وعلى لسان من كان أكبر مؤيديهم، بل إن الأستاذ «هويدي» ذهب بعيدا فى انتقاده لهم مشبها «الإخوان» بحزب ساش الإسرائيلى، وهو أكثر الأحزاب اليهودية تطرفا، مؤكدا أن ضعف إمكانيات مرشح الإخوان هو ما جعلهم يمارسون أقصى درجات المتاجرة بالدين ويرتكبون جريمة «التدليس الفكرى».

حسبى الله ونعم الوكيل








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة