المصريون يقررون مصير الأمة العربية.. هكذا لخص الرئيس التونسى المنصف المرزوقى رأيه بصراحة واضحة أمس فى الانتخابات المصرية لاختيار أول رئيس بالديمقراطية المباشرة منذ نحو 150 عاما مع بداية البناء السياسى للدولة المصرية فى عهد الخديوى إسماعيل وإنشاء مجلس الشورى.
مصر تقرر مصيرها ومصير أمتها العربية بانتخاب الرئيس القادم الذى يحدد هوية واتجاه ومستقبل الوطن والأمة برمتها فى السنوات المقبلة. الملايين التى تدلى بأصواتها الآن فى صناديق الانتخابات عليها مسؤولية تاريخية أمام ضمائرها ووطنها وأمتها، فالكل الآن فى الوطن العربى والعالم كله يترقب رئيس مصر القادم الذى سيتحدد بناء على انتخابه دور مصر فى محيطها الإقليمى والدولى وتأثيرها بهوية رئيسها الجديد فى العلاقات العربية والدولية فى السنوات الأربع المقبلة.
مصر القلب النابض فى أمتها العربية، يحدد أبناؤها الآن مصير ثورات الربيع العربى ومسارها فى التغيير والإصلاح المطلوب، إما للأمام على أسس من الحرية والعدالة والديمقراطية، وإما للخلف بالتقسيم والإقصاء والإبعاد على أسس الطائفية والعقائدية والمذهبية. فهوية رئيس مصر القادم ومشروعه الوطنى والقومى هو الأمل فى إنقاذ ثورات الربيع العربى فى تونس وليبيا واليمن وسوريا من أجل الوصول إلى أهدافها وغاياتها الكبرى فى تأسيس وبناء الدولة الديمقراطية القائمة على أسس المواطنة والمساواة والعدل وتداول السلطة بالانتخاب الحر المباشر وليس بالوصاية والاستبداد بكل أشكاله السياسى والدينى.
الأمل كل الأمل معقود على أصوات المصريين واختياراتهم بإرادتهم الحرة وباحتكامهم إلى ضميرهم فى انتخاب رئيس يحقق لهم أحلامهم وآمالهم فى وطن حر مستقل غير تابع، وطن يبنى وينهض وينحاز لشعبه.
هى لحظة تاريخية فاصلة لمصر التى ترسم مستقبلها ومستقبل أمتها العربية كما قال الرئيس التونسى المرزوقى. فعلى المصريين أن يقرروا لأنها أمانة ومسؤولية وشهادة سيحاسبهم الله عليها.
أمانة ومسؤولية يؤديها كل مصرى ومصرية بإرادته الحرة دون انقياد وانصياع لإرهاب وتخويف فكرى أو شعارات دينية أو رشاوى انتخابية، فنحن نريد أن نختار الرئيس بضمائر حية حتى لا تضيع دماء شهدائنا هدرا وتسرق ثورتنا التى شهد بها العالم.
ومثلما نجحنا فى إنجاز ثورة شعبية مبهرة، نريد أيضا أن ننجز انتخابات رئاسية مبهرة يشهد لها العالم، لانتخاب رئيس يعبر عن تلك الثورة العظيمة.