عمرو جاد

وجع الحوينى

الخميس، 24 مايو 2012 05:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أربعة عشر شهراً مضت كنا مجموعة من الأصدقاء نتجادل حول الحشد السلفى الذى سبق الاستفتاء الشعبى على الإعلان الدستورى، وما تلاه من حديث الشيخ محمد حسين يعقوب حول ما أسماه حينها «غزوة الصناديق»، واعترف بأنه كان «بيهزر»، وحينها تطرق الجدل للحديث حول الشيخ أبوإسحاق الحوينى، وكان الاختلاف حول الرجل ليس بسبب توجهه الدينى، ولكن حول مكانته بين علماء الدين فى هذا الزمان، وقال أحدنا إن الرجل أعلم أهل زمننا بالحديث، وبعضنا رفض هذا القول، وطلب دليلا على ذلك، فما كان من زميلنا إلا أن اكتفى بأن قال «لقد تعلمنا منه الكثير عن الحديث، ونعتبره مرجعا يندر أن تجد مثله.. ويكفينا محبته التى أنعم الله بها علينا»، ولم يكن حديثه مستغربا لدينا بوصفه أحد مريدى الحوينى، رغم أنه ليس سلفيا، لكن الأمر الوحيد الذى تيقنته آنذاك أن شيوخ السلفية، وإن توحدت آراؤهم فى أمر معين، فإنهم ليسوا سواسية فى التقدير لدى أبناء التيار السلفى والمنتسبين له أو حتى المتعاطفين معه.

ولست هنا فى معرض توضيح وجهة نظرى فى هؤلاء المشايخ، أو حتى فى الاعتراف بتراجعى عن موقفى السياسى من الشيخ الحوينى، شفاه الله، فما زلت أعتبره مخطئا فى موقفه من الدكتور على جمعة، وأصررت على رأيى هذا حينما رفض أن يبادر بالتصالح مع المفتى، لكن ما دعانى لهذا الحديث هو نبرة خبيثة أطلقتها قلوب عمياء، تعليقا على الأزمة الصحية التى يمر بها الشيخ، وانتهت ببتر ساقه، بأن «شماتة العلمانيين والليبراليين وأعداء المنهج السلفى لن تقلل من أجر الشيخ فيما ابتلاه الله به!»، فمن قال إن المرض والابتلاء به يدعوان للشماتة من أى شخص، ولو كان كافرا؟! فما بالك بمن كانوا على دينك، والخلاف بينكما سياسى فقط، فكيف يستشهد هؤلاء بقول الرسول صلى الله عليه وسلم «أليست نفسا» ويتعلقون فقط باعتقاد أنهم الفرقة الناجية؟.. ليس هذا ديننا، ولا أخلاقنا أن نعتبر الخلاف السياسى ينسينا آدميتنا، وينزع من قلوبنا الرحمة، فوالله إن مرارة القلب على مشهد الشيخ وهو يرقد على سرير المرض تنسى المرء كل مشاغل الدنيا، وتلهيه عن كل جدل زائل، فكلنا بشر يصيب ويخطئ، لكن الخطيئة أن يظن أحدنا- بجهل أو ضلالة- أن عدوه من اختلف معه فى الرأى، فى حين أن العدو الحقيقى هو من يحل الدماء، ويطعن الناس فى عقائدهم.. ونقولها من قلوبنا مخلصين: منح الله الصبر للشيخ الحوينى على ما ابتلاه به، وشفاء لا يغادر سقما، ولا يبقى ألما.. إنه ولى ذلك والقادر عليه.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة