محمد الدسوقى رشدى

أحذية شفيق.. سنحيا بالجزمة

الجمعة، 25 مايو 2012 11:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تساقطت الأحذية فوق أحمد شفيق مصحوبة بقاذفات لفظية سيئة السمعة، وفرح الذين أطلقوا الأحذية على رأس شفيق أثناء إدلائه بصوته فى التجمع الخامس مثلما فرح من قبلهم رجل الصعيد الذى تحول إلى بطل شعبى لأنه ألقى بحذائه على المرشح الرئاسى أثناء جولته فى أسوان.

يعتقد قاذفو هذه الأحذية فى أسوان والتجمع الخامس أنهم شركاء فى عمل بطولى، ولا ذنب فى اعتقادهم هذا حينما تنظر إلى ردود الفعل التى جعلت من قذف شفيق بالأحذية فعلا مساويا لقذف أراضى تل أبيب بالقنابل من حيث العظمة والوطنية.

الحقيقة المرة التى تكشفها جولة واحدة فى الشوارع بين الناس وليس مواقع التواصل الإجتماعى وضيوف المزايدات الفضائية أن فعل إلقاء الأحذية على رأس شفيق كان فيه من المبالغة فى إهانة الرجل ما جعل رد الفعل يأتى على عكس ما أراد رجال سلاح مدفعية الأحذية، فربح الفريق شفيق تعاطف القطاع الذى يراه طوق النجاة من الفوضى، ورجل الدولة الصبور الذى تحمل كل الإهانات من أجل الوطن، وفى المقابل خسرت الثورة وخسر شبابها حينما أهانوا فكرة الديمقراطية، وأكدوا باستخدامهم الأحذية أن كلامهم عن احترام الآخر وشرف الخصومة لا يختلف كثيرا عن كلام مبارك حول الإصلاح السياسى فى مصر.

الأمر يبدو عبثيا - بالنسبة لى على الأقل - خاصة حينما أطرح أسئلة من نوعية وهل يعيد الضرب بالجزم حقوق الشهداء والمصابين؟ هل تمنع الأحذية أحمد شفيق من الوصول إلى كرسى الرئاسة؟ الإجابة هنا تبدو واضحة حتى ولو رفض الاعتراف بها بعض المتحمسين الذين يرون فى إلقاء الأحذية على شفيق والفلول ورجال مبارك واجبا وطنيا، الإجابة هنا تقول بأنه لا حقوق الشهداء عادت بعد ضرب شفيق، ولا صناديق الاقتراع ملت من استقبال الأصوات التى تنتخبه.

خطأ متجدد فى الوسيلة التى يستخدمها الشباب لغاية الخلاص من بقايا النظام السابق، ولكن هذه المرة جاء الخطأ فى توقيت يضاعف آثاره السلبية على الثورة وأهلها والإيجابية على بقايا نظام مبارك الذى يستعد جيدا للعودة مرة أخرى.

أعرف أن الكلام السابق يغضبك كثيرا، وأعرف أن بعضكم كان ينتظر الاحتفال بقاذفى الأحذية، والتهليل لإهانة شفيق، ولكن أعرف أيضا أن الجزء غير العادل من الديمقراطية والذى منح رجلا مثل أحمد شفيق حق الوجود على الساحة السياسية الآن لابد من احترامه حتى لا نفقد فكرة الديمقراطية كلها وندفع الناس للكفر بها، وقبل أن تتململ من عدم الاحتفال بضرب شفيق بالأحذية اسأل نفسك من الذى ترك رجلا مثل هذا وغيره من رموز الفساد يلعبون فى الساحة السياسية حتى الآن؟ من الذى تأخر فى إصدار قانون العزل؟ ومن الذى رفض التحالف والتكاتف فى الانتخابات من أجل الإطاحة بشفيق وأمثاله؟

لا تنظر إلى مرآتك بإعجاب، ولا تقصر البطولة وحب هذا الوطن على مرشحيك أو على رموز الثورة، لأن ناخبا محترما حينما طلبت منه ألا ينتخب شفيق معددا الكثير من الأسباب التى كنت أظنها كافية رد على قائلا: (لا تحدثنى عن مصلحة الوطن فقد كان أولى بمرشحى الثورة الذين تدعونى لانتخاب أحدهم أن يقدموا مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية ويقبل أحدهم بمنصب نائب رئيس لإنقاذ الناس من هذه الحيرة وإنقاذ الوطن من هذا التمزق.. لقد كفرت بكم وبهم جميعا)، فكر فى كلام الرجل، وتدبر أخطاء نفسك قبل الآخرين، وفكر فى الأسئلة السابقة وستعرف أن هناك ألف رأس ورأس تحتاج إلى هذه الأحذية التى نالت رأس شفيق.. والمثير والطريف أن رؤوس بعضنا ربما تكون من بينها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة