تزورنى مشاعر سخيفة وغاضبة حينما أسمع وصلة سخرية واستهتار وتشويه للمواطنين الذين اختاروا أحمد شفيق، ووصلوا به إلى مرحلة الإعادة فى مفاجأة صادمة وغير سارة، وسر هذه المشاعر يعود إلى إصرار النخبة المثقفة والعديد من شباب الثورة على تحميل المواطن المصرى، الذين فشلوا فى التواصل معه، ما لا طاقة له به، وتصل هذه المشاعر الغاضبة إلى ذروتها، حينما تواصل النخبة والقوى الثورية عنادها برفض الاعتراف بأن حالة الاستعلاء التى تعاملوا بها مع الناس، وعدم قدرة هذه القوى ومرشحيها فى انتخابات الرئاسة على ضرب مثال يحتذى به فى إنكار الذات والتجرد من المصالح والأهواء الشخصية لصالح تكوين فريق ثورى واحد ومتوحد من أجل مواجهة خطر بقايا نظام مبارك، الذى كنا نعلم جيدا أنه يقف على باب فى انتظار العودة مرة أخرى.
كيف يمكن أن نطلب من المواطن الذى نتهمه بالسلبية ونراه فاقد الأهلية وتسعى الائتلافات والحركات لفرض الوصاية عليه، أن يشارك وأن يصبر على بلاء ضبابية الأجواء، وأن يبتعد عن شفيق وألا يجرى خلف مصالحه الشخصية، بينما القوى الثورية والسياسية بما فيها الإخوان نفسها غارقة فى حسابات مصالحها ومكاسبها الخاصة؟
تكلمنا الأحزاب والقوى الثورية الجديدة عن الحرية والديمقراطية، كما كلمنا الحزب الوطنى من قبل، تكتب فى برامجها مبادئا عامة عن المساواة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية مثلما كتب الحزب الوطنى من قبل، تتحدث بثقة عن وضعها فى الشارع والأنصار المنتشرين فى الحوارى مثلما كان أحمد عز يتحدث.
يخرج المرشحون للرئاسة خالد على وأبوالعز الحريرى وهشام البسطويسى وأبو الفتوح وحمدين للحديث عن الثورة وضرورة إنقاذها من الفلول، ويطالبون المواطن بالوقوف على الجبهة ومحاربة إغراءات الإخوان ووعود شفيق وفلوس بقايا الحزب الوطنى، بينما السادة المرشحون أنفسهم لم ينجحوا فى محاربة هوى السلطة الفردية الذى داعبهم وفشلوا فى الاتفاق على كلمة سواء.
ومثل الحزب الوطنى الذى صدر رجال الأعمال ومنحهم مراكز متقدمة فى قوائمه سواء القيادية داخل الحزب أو قوائم الترشيح تفعل الأحزاب الجديدة وتدفع فى صدارة مشهدها رجال أعمال ولدوا وتضخمت ثرواتهم فى عصر مبارك، بل تفوق الحزب الوطنى «المنحل» بأنه كان يملك أكثر من رجل أعمال، بينما وضع كل حزب من الأحزاب الجديدة روحه فى يد رجل أعمال واحد أحيانا يلعب من الباطن وأحيانا من ظاهر.
خففوا من الأثقال والاتهامات التى ترفعونها على أكتاف المواطن، وحمّلوا أكتاف مرشحين الثورة الذى لم يحصل بعضهم على 10 آلاف صوت والأحزاب والحركات السياسية ما تستحقه من اتهامات وخطايا.
هل يعقل أن نطلب من الشعب الثقة فى المرشحين والقوى الثورية ونطلب منه ألا يصوت لشفيق فى جولة الإعادة وينحاز للثورة، بينما القوى الثورية والمرشحون أنفسهم لم يحسموا موقفهم بشأن دعم مرسى ومواجهة خطر شفيق؟، هل يعقل أن نتهم الناس فى البيوت بالحيرة والارتباك ونصرة الفلول، بينما أهل السياسة أنفسهم يتخبطون ويتعاركون على الفتات الباقية من المعركة.
الناس فى البيوت ليسوا فلولا، وليسوا طماعين، هم يبحثون عن الاستقرار ودوران عجلة الإنتاج من أجل أن تنتفخ جيوبهم بمصروف الشهر، إن كان يملأها أصلا، الناس فى البيوت مرتبكة ومعذورة لأنها تشاهد بعينيها فى الصحف وعلى الشاشات، القوى والقيادات، التى يفترض أن تخبرها بالمعالم الدقيقة لطريق الديمقراطية والرخاء الصحيح، تائهة ومرتبكة وحائرة فى مفترق طرق دون خريطة واضحة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سامي كامل
انهم نفس الانتهازيون والمنتفعون من الحزب الوطني
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
احنا ملوك الكدب واحنا اللى علمنا العالم الكدب ومع ذلك احنا اعظم شعوب الارض
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
على ونى \ مقيم بالسعودية منذ 25 عاما
شكر
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام محمد
كلامك منطقى
عدد الردود 0
بواسطة:
amr
الله ينور عليك ويفتح عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
ام حمزة
حزب الكنبة المحدش كان عامل حسابه
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
فى الخارج يعترضون بالبيض والطاطم وعندنا يعترضون بالجزم لانها بدون نعل
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف محمود محامى
بطاقة التصويت فى الاعادة ..1- شفيق = توازن السلطات ..2- تسليم مصر للاخوان .... اختار بينهم
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم عطية المحامى
يكفينى شرفا انى لن انتخب مرشح ابناؤة معهم الجنسية الامريكية و تابع للى قال طظ فى مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
طبعا لا نقر هذا التعامل ولا نعترف به ولكن لا تنسى ان تضع فى الحسبان 50% جهل و50% فقر
انهما كارثتان بكل المقاييس