عادل السنهورى

النتيجة الأسوأ والخيار الصعب

الإثنين، 28 مايو 2012 09:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مباريات كرة القدم تعتبر أسوأ نتيجة للفريقين هى التعادل السلبى الذى لا يغنى ولا يسمن من جوع ويصيب الجماهير بالإحباط واليأس، وهذا -مع الفارق- هو ما حدث فى نتيجة الانتخابات الرئاسية التى أسفرت فى رأى قطاع عريض من الناس عن أسوأ نتيجة يمكن أن تسفر عنها انتخابات بعد ثورة شعبية تمنى كثيرون أن تأتى برئيس ينتمى للثورة ويعبر عن أهدافها ومكاسبها.

لكن هذه هى الديمقراطية التى يجب أن نتجرع سمها أحيانا مثلما نتذوق حلاوتها أحيانا أخرى، لكن النتيجة الحالية تضعنا فى مأزق حقيقى لأنها خيار صعب للغاية يمكن أن يجد المصريون أنفسهم أمامه، فالتخوفات من تمدد واستحواذ الإخوان واحتكارهم لكل مفاصل الدولة من الرئاسة والحكومة ومجلسى الشعب والشورى وبالتالى كل مؤسسات الدولة يقف عائقا نفسيا رهيبا أمام القوى السياسية الليبرالية واليسارية والثورية التى تنحاز للدولة الديمقراطية المدنية فى مواجهة مشروع الدولة الدينية التى ترى أن معارضة الحاكم بمثابة معارضة لله سبحانه وتعالى، كما أن الخوف من إعادة إنتاج النظام القديم بشراسته وفساده واستبداده فى حالة انتخاب الفريق أحمد شفيق يشكل رعبا للجميع بمن فيهم الإخوان وباقى تيارات الإسلام السياسى، ويعيد الثورة الى المربع صفر فى مواجهة النظام القديم.

الخيار صعب والإحباط كبير واليأس يتملك الكثيرين وهناك حيرة وتمزق نفسى فى الاختيار فى جولة الإعادة بين «عدو واضح» للثورة و«صديق غامض» تسبب بممارساته فى تعميق فجوة الثقة فيه، وحدة الشكوك فى مشروعه الاستحواذى نحو الاستبداد الدينى.

الكل مشغول الآن بالسؤال: من سننتخب؟ والإجابة حائرة تائهة وسط حالة «زهق وقرف» من عدم صعود أحد مرشحى الثورة فى انتخابات الرئاسة إلى جولة الإعادة، وعندما سألت بعض الأصدقاء والأقارب: من ستختارون؟ لم أجد إجابة محددة وواضحة أو ردا قاطعا، وعلق أحد الظرفاء بسخرية على السؤال بالقول: «إنك مثل الطبيب الذى يخيرنى بين الحقنة واللبوس، وأنا لا أطيق الاثنين».

إذن وما الحل وكيف الخروج من هذا المأزق؟ أليس هناك طريق ثالث بدلا من هذا الاختيار الصعب؟ هل نشهد مفاجأة جديدة؟ هل يخرج علينا الصديق الغامض بضمانات وتعهدات مكتوبة لنجاح الثورة؟.. شىء محير ومربك والخيار صعب للغاية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة