سليمان شفيق

الانتخابات وصراع القوى القديمة والحديثة

الثلاثاء، 29 مايو 2012 07:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شكلت نتائج الانتخابات الرئاسية رؤية مغايرة لكافة الانتخابات السابقة منذ تأسيس الدولة الحديثة على يد محمد على 1805 فللمرة الأولى تحوز القوى التقليدية القديمة «الأقليات الدينية والعرقية والثقافية» %75 تقريبا من القوى التصويتية، فى حين حصلت القوى الحديثة على %25 تقريبا من الناخبين «المثقفين والقوى السياسية المرتبطة بالمجتمع المدنى»، رغم أنهم وللمرة الأولى أيضا كانت القوى التصويتية %60 حضر %40 ريف.

وبالرغم من ذلك شغل الإعلام الرأى العام بثنائيات ظاهرية ظهرت مؤخرا على السطح مثل الإخوان والحزب الوطنى، ثوار وفلول، مسلمين ومسيحيين دون أن يلتفت أحد الخبراء أو الباحثين لدور الأقليات العرقية والدينية والثقافية فى العملية الانتخابية سواء أكان هذا الدور بالسلب أو بالإيجاب، الأمر الذى يجب أن يطرح على جدول أعمال المراكز البحثية الرصينة لكون هذه الانتخابات بالذات تكاد تكون كاشفة لأمراض الدولة الحديثة، ومنشئة لأفق جديدة لإعادة صياغة بنيان الدولة المصرية العتيقة.

على سبيل المثال طرح السؤال لماذا حصل الفريق أحمد شفيق على المركز الأول فى محافظة الشرقية رغم أنها مسقط رأس د.محمد مرسى وأحد معاقل الإخوان المسلمين، دون أن يجهد أحد نفسه فى إدراك أن الشرقية موطن أصيل للقبائل العربية التى سكنت الحضر، تلك القبائل التى يبلغ تعدادها حوالى 22 مليون مواطن مصرى منتشرين فى كل البقاع المصرية، ولم يربط أحد بين نتائج الانتخابات فى الشرقية وسيناء وقنا مثلا حيث حصل أحمد شفيق وعمر موسى على نصيب الأسد من أصوات المواطنين المصريين من أصول عربية وإن كانت أصوات المواطنين المصريين من أصول عربية قد توزعت على ثلاثة مرشحين وهم شفيق وموسى وأبوالفتوح والأخير تركزت أصواتها فى المناطق الصحراوية السلفية مثل مطروح، كذلك توزعت أصوات المصريين الأقباط على أكثر من مرشح ولكن %60 منها تركز على أحمد شفيق و%20 لحمدين صباحى و%15 مرشحين آخرين، أما عن أصوات النوبة فقد انقسمت بين شفيق وحمدين ومرسى، وتجدر الإشارة إلى أن القوى الحديثة صوتت لحمدين صباحى الذى حاز المراكز الأول فى محافظات حضرية وساحلية وعمالية مثل الإسكندرية وبورسعيد والبحر الأحمر.

هكذا يمكن رؤية ملامح رغبة أبناء الأقليات فى البحث عن عسكرى قوى يوفر لهم الأمان فى حين ركزت القوى الحديثة على معطيات تجمع ما بين العدالة الاجتماعية والديمقراطية والثورة ولكن القوى الحديثة ممثلة فى حمدين صباحى تكاد تكون هى الأقليات من حيث الحداثة رغم أنها حجر الزاوية من أجل مستقبل وطنى.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة