إذا كنا قد سقطنا فى فخ الخيارات المرة، وأصبح شفيق بما يحمله من تراث نظام قديم من أمامكم، ومرسى بما يحمله من تراث جماعة دينية تبحث عن الاستحواذ على كل أشكال السلطة من خلفكم.. إذا كنا قد وصلنا إلى تلك المرحلة التى يبدو فيها كل شىء على حافة الضياع، فلابد أن تضع الكلمات القادمة مثل «الحلق فى ودانك» كما قال الأولون، لابد أن تعرف وتؤمن بأن «ميدانك حصانك.. إن صنته صانك، وصان ثورتك وأهلك ومستقبلك وحريتك»، هذا ما يجب أن تفعله يا صديقى، لا تخشى من مرسى ولا شفيق ولا حتى عشرة مثلهما، لأنك ببساطة تملك ميدانا تستطيع العودة إليه، تستدعى ذكرياتك معه، وتستدعى روحه التى أسقطت الديكتاتور، بعد أن ظن الناس أنه باق للأبد، وظن هو أنه باق مادام فى قلبه نبض.
لا تصدق هؤلاء الذين يقولون إن النزول إلى الميدان سيحرق مصر، من حق الثورة علينا أن نشعرها بوجودنا، أن نخبرها عبر الميدان، أننا على العهد باقون، وأن الظلم والفساد وتكميم الأفواه أصبح طريقها مسدوداً، وأنه لا رئيس سواء كان إخوانيا أو من بقايا رجال مبارك قادرا على العودة بنا إلى ما قبل 25 يناير 2011.
انزل إلى الميدان حينما تشعر أن مرسى وجماعته أو شفيق وفلوله يشكلون خطراً على مصر الثورة، إنزل حتى تكتمل الرسالة التى أردت أن تصل بها إلى مبارك ورموزه، بأن دولة الظلم ساعة، وحتى تبدأ فى كتابة رسالة جديدة لحكام مصر القادمين، أيا كان شكلهم، وأياً كانت قوتهم، تقول فيها: «إن الشعب الذى تعلم أن يخرج مرة من أجل كرامته وحريته، سيبقى دوما على استعداد للخروج مرة واثنتين وعشرة من أجل هذه الكرامة وتلك الحرية، بعد أن اكتشف لذاذة وحلاوة العيش فى كنفهما».
انزل إلى الميدان ولا تخش من اتهامات عدم الخوف على الوطن واستقراره، وعدم احترام الديمقراطية والشرعية لأن جزءا من الشرعية يقول بحقك فى الرفض والاعتراض، انزل حتى يفهم الرئيس أياً كان سواء كان صاحب صاحب مشروع النهضة أو صاحب صاحب الضربة الجوية، إن للشعب الآن ميدانا يصرخ فيه فى وجه الظالمين، وإن أى ضربة على خد المواطن المصرى الأيسر، سينزل إلى الميدان ليردها بقوة تسحب الكراسى من تحت الجالسين فوقها.
لا تشغل نفسك بإحباطات معركة الإعادة والبكائيات التى هى مصير الثورة ومرشحيها، كن كما مصر.. وسطياً ومعتدلاً، لا تتعامل مع نجاح مرسى أو شفيق على طريقة تليفزيون عصر مبارك بالغناء والرقص فى أوبريتات سخيفة، ولا تتظاهر على طريقة من يخلق وحشا وعدوا من عدم، ويسعى لتفجيره، فيكتشف أن نار التفجير لم تدمر أحداً سواه.
كن وسطياً كما مصر يا صديقى.. وانزل إلى الميدان مبكراً قبل أن يتحول الرئيس القادم إلى ديكتاتور أو يظن أن أصوات الصناديق يمكنها أن تمنحه ذلك الحق فى التحول، مستنداً إلى جماعة قوية خلفه، أو بقايا مؤسسات جريحة تبحث عن رد اعتبارها.. إنزل حينما تشعر بأن طريق الثورة أصبح مغلقاً، وأن استبداد جديد يطرب الأبواب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
█████
█████
عدد الردود 0
بواسطة:
afafmoaz
elections
go to tahrir 2 face the corrupted Presidant
عدد الردود 0
بواسطة:
حازم
غريب
عدد الردود 0
بواسطة:
د/سامح
سبحان الله مش انت اللي قلت لازم حازم أبو إسماعيل يتحاكم
عدد الردود 0
بواسطة:
صحفي
من عنيا
عدد الردود 0
بواسطة:
ن.ع
انزل الميدان بعد النتخابات وبعد اختيار الشعب للرئيس لتقويم الاعوجاج اولا بأول
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
يا أخي حرام عليكم
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد الشرقية مهندس مدنى سابق الاحداث
هل تتذكر يا ا محمد هذا التعليق على مقالاتك ايام انتخابات البرلمان من اخوك الاكبر..
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد صقر
الوهم
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد الشرقية مهندس مدنى سابق الاحداث
ا محمد الدسوقى العقل يقول نحط الاتنين مع بعض شفيق و الاخوان
من اخوك الاكبر