من يرضيه أن نعيش حياة غير مستقرة، بل حياة موحشة سيدها الخلاف، انعدم فيها الحب والتكاتف والائتلاف، أن نعيش فى قتال وتناحر وقطيعة وصراع من أجل البقاء، نعلم جميعا أن هدم الكعبة حجرا حجرا أهون على الله من سفك دم مسلم، من هذا القول العظيم للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، أطالب الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل بأن يتقى الله ويخرج على أنصاره ويقول لهم عودوا إلى منازلكم وأعمالكم، حقناً للدماء، ومنعا لتطور الأحداث، فالإسلام دين حفظ الأموال والأنفس والأعراض والدماء والعقول.
لقد جاءت الأديانُ السماويةُ متفقةٌ على تحريم قتل النفس المعصومة، فهل تقبل شيخى الجليل أن تظهر حقيقة والدتكم بعد أن يُقتل العشرات والمئات من أبناء وطنك، هل تقبل أن تلغى المادة 28 بعد أن نفقد شباب مصر الغالى، بل هل يرضيك أن يتم تشريح مصرى باستخدام الآلات الحادة ثم يلقى بالشارع، الأمر الذى أثار حفيظة آخرين فقاموا باختطاف اثنين ملتحين وشرحوهما أيضا بنفس الطريقة.
شيخى الجليل لو أن ثمة ظلم وقع عليكم فهذا ما قدره الله وأحسبك رجلا مؤمنا تخاف الله فى الأولى والآخرة، وهذا ما تعلمناه منكم. أعلم أنك ترغب فى إظهار حقيقة جنسية والدتكم بكل ما أوتيتم من قوة وهذا حقكم، ولكننى قلت لكم فى مقال سابق ما قاله النبى الكريم صلى الله عليه وسلم لأبى جندل "اصبر واحتسب"، ولعل البعد عن السياسة فيه كل الخير، فقد قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".
ودعنى هنا شيخى الجليل أذكركم ببعض أحاديث رسولنا الكريم، من منطلق وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.. فعن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ" رواه ابن ماجة بإسناد حسن، ورواه البيهقى والأصبهانى وزاد فيه: "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ، وَأَهْلَ أَرْضِهِ، اشْتَرَكُوا فِى دَمِ مُؤْمِنٍ لأَدْخَلَهُمُ اللَّهُ النَّارَ".. وذُكر أنه قُدِّم لرسول الله صلى الله عليه وسلم طفل وقد شارف على الموت، ونفسه تقعقع، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَا هٰذَا يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ: "هٰذِهِ رَحْمَةٌ، جَعَلَهَا اللّهُ فِى قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ..
وعَنْ اِبْن مَسْعُود رَضِىَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يَحِلّ دَم اِمْرِئٍ مُسْلِم يَشْهَد أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَأَنِّى رَسُول اللَّه إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاث: الثَّيِّب الزَّانِى، وَالنَّفْس بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِك لِدِينِهِ الْمُفَارِق لِلْجَمَاعَةِ" رواهُ البخارى ومسلم.. وقَالَ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ وَرَطَاتِ الْأُمُورِ الَّتِى لَا مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا سَفْكَ الدَّمِ الْحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ" رواهُ البخارى.
وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا فى دم مؤمن لأكبهم الله فى النار» رواه الترمذى وغيره.. اللهم احفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين، ولا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين، يارب العالمين .
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة