عادل السنهورى

«الرقبة» و«القلب» والوعود وحدها لا تكفى

الخميس، 31 مايو 2012 10:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعهدات وحدها لا تكفى، ووعود اللسان والرقبة والقلب لن يزيل المخاوف ومغازلة جميع القوى السياسية والثورية والاجتماعية بعبارات انتخابية لا وجود لها فى أفكار أو وثائق مكتوبة لن يبدد الخوف والحيرة والارتباك السائد فى الشارع المصرى أو حسم دعم أو تأييد مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسى فى مواجهة الفريق أحمد شفيق.

فالتعهدات والوعود سبق وأن كررتها قيادات الجماعة فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية ولجان مجلس الشعب والجمعية التأسيسية للدستور، ثم عادت وتراجعت عنها بحجة «الظروف المتغيرة»، وباستدعاء «فقه الضرورة»، إضافة إلى ممارسات برلمانية لم ترق إلى توقعات قطاعات كبيرة من الشعب الذى منح الفرصة لتيار الإسلام السياسى، وفى مقدمته الإخوان، للسيطرة على أول برلمان بعد ثورة يناير، ثم جاءت النتائج مخيبة للآمال بسبب الأداء البرلمانى لأعضاء وعضوات الإخوان. وهو ما أفقد الناس الثقة فى وعود الجماعة ومرشحها حتى إذا افترضنا حسن النوايا فى التعهدات، ولكن النوايا الحسنة وحدها فى لعبة السياسة لا تكفى ولا تطمئن على مستقبل ومصير وطن يفترض أن يتشارك فيه الجميع لا أن تتغالب وتتكالب عليه جماعة أو حزب.

الوعود والمغازلات والتعهدات لا بد أن تتحول إلى التزامات مكتوبة وواقع ملموس على الأرض، لأن لغة «الظروف المتغيرة» و«فقه الضرورة» يمكن أن يعاد إنتاجها مرة أخرى فى حال الوصول إلى الرئاسة والسيطرة والهيمنة على مفاصل الدولة فى البرلمان والحكومة والرئاسة، فالسلطة مفسدة والقوة مغرية للاستعلاء والكبرياء والإقصاء والإبعاد.

التيار الوطنى والثورى الغالب الذى فاز مرشحوه بأغلبية الأصوات فى الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية عليه أن يحدد مطالب واضحة وملزمة هى حقوق مشروعة للشعب الذى اختار بإرادته ورغبته مرشحيه سواء حمدين صباحى أو عبد المنعم أبو الفتوح، لتحقيق برنامج العدالة الاجتماعية ومصر القوية، والحفاظ على مكتسبات الثورة فى إقامة دولة مدنية ديمقراطية تتساوى فيها الحقوق والواجبات، وأن المصريين جمعيهم سواء فى دولة يسودها القانون لا المغازلة وخطابات التطمين للأقباط وغيرهم، فالأقباط لا يبحثون فى خطاب الدكتور مرسى عن موقع لهم فى مؤسسة الرئاسة أو حجز بعض الحقائب الوزارية فى الحكومة المرتقبة، فالأساس فى الجمهورية القادمة فى مصر هو القانون والدستور والمواطنة الحقيقية، ولا مكان فيها للوعود والعهود و«الرقبة» و«القلب» وباقى أعضاء الجسم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة