إبراهيم عبد المجيد

العمارة الإيطالية فى الإسكندرية

الجمعة، 04 مايو 2012 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العنوان الأصلى لهذا الكتاب الفذ هو «إيطاليا فى الإسكندرية - المؤثرات فى البيئة المعمارية» أما كاتبه فهو عالم فذ، هو الدكتور محمد عوض أستاذ العمارة والمثقف والكاتب الكبير صاحب القسم الخاص بمقتنياته فى مكتبة الإسكندرية، الذى أعتبره دائما ضميرا يقظا للحفاظ على تراث المدينة، سواء بما يقتنيه ويعرضه للناس، أو بمؤلفاته العديدة، أو بأعماله فى إحياء تراث المدينة الفكرى والمعمارى، رغم استقالته من رئاسة لجنة الحفاظ على التراث المعمارى للمدينة منذ شهور احتجاجا على الفساد والاعتداء المتكرر على مساجد المدينة الأثرية وسرقتها وتشويهها. لقد حصل الدكتور محمد عوض على أعلى وسام من رئيس إيطاليا منذ عامين تقديرا لهذا الكتاب الفذ، وهنا، وهذه صرخة لوزير الثقافة الدكتور شاكر عبدالحميد، لا أطلب للدكتور عوض شيئا فهو أكبر من أى وسام، ولكن أطلب ترجمة هذا الكتاب بما يحتويه من معلومات تاريخية واجتماعية وسياسية عن تاريخ الإيطاليين من أدباء وفنانين ومهندسين معماريين كبار تركوا آثارهم على الإسكندرية.

والكتاب إلى جانب الدراسات المعمارية يقدم أيضا صفحات عظيمة بالأبنية التى ضاعت والأبنية التى ظلت صامدة حتى الآن وما أكثرها وما أعظمها، والكتاب مقسم إلى تقديم ومقدمة إضافية عن الاتصالات والعلاقات القديمة بين روما والإسكندرية، ثم ستة فصول كبيرة، فصل عن بروز الكلاسيكية الممتزجة بالأساطير، مرورا بالإسكندرية بين معتقدين المسيحية والرومانية وما خلفته من آثار، ثم الإسكندرية فى العصر الحديث وما فعله الباشوات من أبنية وعمارة عظيمة بواسطة المهندسين الإيطاليين، بدءًا من إنشاء ميدان المنشية أو ميدان القناصل أو ميدان محمد على أو ميدان التحرير فيما بعد وتاريخه حتى من قبل أن يكون كذلك، ثم كيف قامت حوله القنصليات والوكالات التجارية وأقيم تمثال محمد على والحدائق الفرنسية والبورصة القديمة التى صارت الاتحاد الاشتراكى حتى حرقت فى مظاهرات يناير 1977. ويطول الحديث هنا عن الفترة الكوزموبوليتانية التى كانت فيها الإسكندرية مدينة للتسامح ومجمعا للأجناس والأديان، وشكل العمارة الإيطالية التى تأثرت بالطرز المعمارية المختلفة ابتداء بالفن القوطى إلى غيره من فنون البحر المتوسط، ثم كيف شهدت السنوات الأخيرة من وجود الطليان بالإسكندرية قفزة أخرى نحو الحداثة والأبنية الزخرفية فى نفس هذا العصر العظيم، وتزاوجا بين الطرز الإيطالية والإسلامية.

هذا الكتاب الفذ السفر العظيم الذى يقع فى أكثر من أربعمائة وخمسين صفحة من القطع الكبير والذى تشغل اللوحات أكبر مساحة منه وشرحها وشرح أساليب البناء وخصائص كل مدرسة معمارية يحتاج إلى صفحات وصفحات لكنك ستمضى به مذهولا وأنت ترى أن وراء كل الأبنية العظيمة فى المدينة مهندسين وفنانين إيطاليين وشركات معمارية إيطالية، فوراء ممر منشة أنتونيو لازياك، وكذلك وفيلا مظلوم ومبنى بلازيتا أفيون -المبنى الذى تقع به مكتبة الأهرام الآن فى شارع فؤاد- وكذلك فيلا لوران بك التى هى الآن مدرسة لوران الثانوية للبنات، وفندق متروبول الذى أنشأه المهندس الإيطالى أيضا كورادو برجولوزى، والقنصلية الإيطالية بمحطة الرمل التى بناها أنريكو بوفيو، والبنك الأهلى الذى بناه باراسكيفاس، ومبنى مدرسة الدون بوسكو الذى بناه كاسيلى، وقصر المنتزه الذى بناه «إ. فيريسى»، وتمثال إسماعيل باشا الذى أنجزه بيترو كانونيكا، والمستشفى الإيطالى الذى بناه «ج.م.لوريا» الذى له إنجازات كثيرة ومتعددة بالمدينة منها فندق سيسيل والمستشفى الإسرائيلى -مستشفى الطلبة الآن، أما أبوالعباس المرسى الذى فيه كما فى مسجد القائد إبراهيم تجاور العمارة الإسلامية مع الإيطالية فقد بناهما «م. روسى»، كما بنى لوريا أيضا بنك مصر الذى يتجاور فيه أيضا الفنان الإسلامى والإيطالى. وكذلك محطة سكة حديد الإسكندرية ومحطة الرمل وهانو بميدان سانت كاترين وشيكوريل بشارع سعد زغلول وقصر رأس التين، وهكذا وهكذا عشرات العمارات والفيلات تحمل أسماء أصحابها مثل الناضورى باشا واليازجى وأحمد بك صادق، وعشرات الأسماء والسينمات أيضا مثل سينما مترو ورويال، وأسماء الشركات الإيطالية والمصرية التى ظهرت فى الثلاثينيات وساهمت فى هذه النهضة المعمارية العظيمة، وكان من بينها شركة المهندس محمد عوض بك والد الدكتور محمد عوض نفسه، ومؤكد من هذا الأثر جاء حب الدكتور عوض لدراسة العمارة، وتجلى هذا الحب فى هذا السفر العظيم وأعماله ومؤلفاته السابقة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة