محمد الدسوقى رشدى

الكذّابون فى العباسية.. والسعودية

الأحد، 06 مايو 2012 09:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أسوأ مافى أزمة العباسية والكوارث الدموية التى سبقتها فى محمد محمود ومجلس الوزراء وخلافه، هو ضبابية الرؤية التى تجعل من المتظاهر بلطجيا، ومن البلطجى متظاهرا، ومن الجانى ضحية، ومن الضحية جانيا، وطبعا أنت لا تحتاج أن أخبرك بأن السبب فى ذلك قبل الإعلام، هو كل تيار سياسى أو فكرى يسعى لنقل الأحداث والوقائع بالشكل الذى يخدم مصلحته وتوجهه، بغض النظر عن الحقيقة، وبالتالى لم يكن مستغربا أبدا، أن تسمع أصوات الزغاريد والابتهاج باكتساح قوات الشرطة العسكرية للمتظاهرين، وطردهم من ميدان العباسية، وكأن الجيش المصرى عبر القناة من جديد، لأن الصورة المشوهة جعلت من المتظاهرين أجمعين أعداء للوطن، وليس مجرد أفراد خانهم التعبير أو وضعتهم حماستهم تحت وطأة محرضين، يسعون لمكاسب شخصية..

ولأن الفضائيات، والتليفزيون المصرى، وأنصار أبوإسماعيل وأعضاء حركة 6 إبريل وغيرهم، نقلوا لك الحدث بأكثر من صورة، دعنى أنقل لك شهادة الشيخ الأزهرى الشاب «أنس السلطان» الذى أحتسبه عند الله مخلصا وصادقا من مجمل مواقفه منذ بدأت الثورة حتى الآن والتى قال فيها عن أحداث العباسية التالى: «أخطب الجمعة بمصر الجديدة، ثم أذهب للعباسية لأجد أعدادا لا بأس بها تتظاهر».

- الساعة 3:00 حشود غفيرة من المتظاهرين القادمين من مسجد الفتح يصلون العباسية.

- الساعة 3:30 ثلاثة من الشباب يقفون فوق حاجز الأسلاك الشائكة الموضوع بين الجنود وبين المتظاهرين، يسقط أحدهم فى الناحية الأخرى من الحاجز، فينقض عليه الجنود، ويوسعونه ضربا أمام زملائه، يبدأ بعض الحضور بإلقاء الحجارة على الجنود، ويرد الجنود بإلقاء الحجارة على المتظاهرين، وكالعادة تولد الاشتباكات ومشاهد المصابين مزيدا من العنف.

- الساعة 4:00 أخى الشاعر تميم البرغوثى ذهب للأمام جدا، ثم عاد فأخبرنى أن المتظاهرين قاموا بصنع ساتر عالٍ من صفيح مشروع مترو الأنفاق، مما يشكل عائقا أمام تقدم المتظاهرين تجاه الجنود أو العكس، وإخوانى بائتلاف شباب الثورة وعدد من الأزهريين يرتبون لمبادرة لوقف العنف.

- الساعة 4:15 هجوم كثيف وشديد الشراسة، وبدون توقف، باستخدام الخرطوش وقنابل الغاز واسع المدى، يضطر جميع من فى شارع الخليفة المأمون للخروج إلى ميدان العباسية، وبالمدرعات تلحق القوات بالمتظاهرين فى شارع رمسيس، ومستشفى الدمرداش يرفض فتح استقبال سيارات الإسعاف التى يركبها المصابون.

- الساعة 5:00 أعداد كبيرة من البلطجية يهاجمون المتظاهرين بالحجارة والزجاجات الفارغة وطلقات الخرطوش، ومن يسقط يتم اعتقاله.

- من الساعة 5:30 إلى الساعة 8:00 مساء القوات تواصل هجومها على المتظاهرين، حتى تصل إلى كوبرى غمرة، ثم يكمل البلطجية المشوار. وإذا أردت اختصار الكلام فأقول: «العنف فى أغلب الظن كان مدبرا من البداية، فالذين يشعلون المعارك سريعا ما يختفون، ثم يتركون مهمة إكمال المعركة لغيرهم من المتحمسين الأبرياء».
قبل أن تمشى:

لست ضد فكرة الوفد المصرى الذى زار السعودية مؤخرا، ولكنى ضد المبالغة المهينة فى تشكيل الوفد الذى بلغ عدد أعضائه حوالى 134 من الشخصيات العامة، التى تمثل كل التيارات والتى يرفض أغلبها الظهور التليفزيونى على شاشة مصرية للحديث فى قضية محلية إلا منفردا، وأغرب مافى هذا الوفد سؤال يقول: إذا كان من الممكن أن يجتمع السلفيون مع الإخوان، مع الوفد، مع اليسار، مع الفنانين، مع المطربين، مع بتوع الثورة، مع اللى ملهمش فيها على شىء واحد بهذا الحماس، فلماذا لم يجتمعوا ويتفقوا خلال المرحلة الانتقالية من أجل سلامة هذا الوطن؟، ألا يدل ذلك على أنه لاشىء مما يفعلونه لوجه الله أو الوطن؟!!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة