«لا سبيل إلى إنقاذ شعب مصر من الهلاك فى الحرب الأهلية المستمرة منذ سنة أو يزيد إلا بإعلان الأحكام العرفية وحل البرلمان والأحزاب ومنع المظاهرات والاعتصامات وتشكيل حكومة فنيين من دون أى توجهات سياسية، ومد المرحلة الانتقالية عدة سنوات حتى يكون الانتقال من دولة فاشلة إلى دولة ناجحة.. الحياة تحت حكم العسكر أفضل من الموت عبثا»، هذا الكلام الصادم المحبط، لم يصدر عن أحد دراويش المجلس العسكرى ولا عن أحد الفلول، ولكنه صدر للأسف الشديد عن شخص أحبه على المستوى الشخصى، وأقدر موهبته كناقد كبير، كتبه سمير فريد أمس الأول فى «المصرى اليوم» ليزيد الطين بلة، ويضاعف بداخلى الإحساس بالضيق وخيبة الأمل، هو يرى أنه لا سبيل للخروج من الأزمة إلا بقوة السلاح، ومادامت هناك قوة تملك سلاحا، فلا توجد قوة أكبر من قوة الجيش، هذا كلام مفزع، وعندما يخرج من شخص معروف عنه أنه ضد الفاشية وضد حكم العسكر ويدافع عن الحرية والتنوع وحق الاختلاف، فهذا يعنى أننا فشلنا وفى طريقنا للاستسلام للكوابيس، وأنه علينا مكافأة من أوصلونا إلى ما وصلنا إليه، الذين سمحوا بإنشاء أحزاب على أساس دينى، الذين طاردوا الثوار الحقيقيين وتركوا أنصار بن لادن، تركوا أبوالأشبال على قناة الحكمة يحرض على اقتحام وزارة الدفاع والقبض على المجلس العسكرى، تركوا زعماء التكفير يلعبون بمشاعر الطيبين، تركوا أناسا غامضين يأسرون ضابطا فى الجيش المصرى ويتفاوضون على إطلاق سراحه، أين نحن؟ وماذا يريد الحازميون ومن وراءهم؟ هل قرروا القضاء على الجيش المصرى احتفالا بعودة محمد الظواهرى؟ يقولون إنهم خائفون من تزوير انتخابات الرئاسة؟ لماذا لم يخافوا من تزوير مجلس الشعب؟ ولماذا يطالبون بتعديل المادة 28 الآن بعد أن غرروا بإعلان دستورى كان أساس الفتنة، وكان على رأسه فضيلة المستشار طارق البشرى والنابغة المتين صبحى صالح، ومن خلاله حولوا العملية السياسية إلى حرب طائفية، المجلس فشل فى رصد الأموال التى تنهال على محدثى السياسة وتركوا كل الدنيا تلعب فى أحشاء البلد، لم يستخدم القانون إلا ضد الثوار الحقيقيين الذين يريدون مصر حرة مدنية، وترك حلفاءه من الإسلاميين يحرضون على هدم أركان الدولة ويكفرون خصومهم، ومع هذا لا يجوز استخدام منطق سمير فريد للخروج من الأزمة، ويجب أن ننتخب رئيسا من المرشحين الذين كتبوا علينا، وينجح من ينجح، نحن أمام مجلس شعب مشكوك فى دستوريته، وحله بالقانون لن يغضب أحدا، ووجوده فى المقابل لن يقدم أو يؤخر، والذين هددوا بحمل السلاح أو «توليعها» تجب معاقبتهم كخارجين عن القانون ولا تتم معاملتهم باعتبارهم ينتمون إلى قوى سياسية تحاول أن تفرض رأيها بالقوة، الإخوان يخسرون كل يوم، لا لأن أحدا ضدهم، ولكن لأنهم يكذبون ويستعرضون قوتهم أمام شعب «تعبان»، هم يعتبرون أنفسهم الأفضل والأنسب لإدارة شؤون البلاد، ولكن لا توجد «أمارة»، لأن إدارة «مستوصف» يقدم أدوية منتهية الصلاحية تختلف عن إدارة مستشفى، هم تأكدوا مؤخرا أن مصر أكبر منهم، ومع هذا يكابرون، لم يفيقوا بعد من صدمة الدستور وتأكدوا أن الرئاسة ضاعت والبرلمان فى الطريق، وبالتالى «طز» فى مصر، ويجب الضغط على المجلس العسكرى، وبالمرة إهانة الجيش المصرى الوطنى الذى يحترمه ويقدره المصريون، ويفرقون بينه وبين المجلس العسكرى، والذين طالبوا باقتحام وزارة الدفاع تجب معاقبتهم، والذين حرضوا على القتل أيضا، واستخدام «الشبيحة» على الطريقة السورية مؤشر خطير، يجب معرفة من وراءه، لأن استخدام هذا الخيال، وربما تطويره، سيجعلنا نصدق أن سيناريو سمير فريد قد نشاهده على الشاشة قريبا.. استر يا رب
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة