كان كل شىء يبدو طبيعيا، فى حلقة الحياة اليوم، التى أذيعت يوم الجمعة الماضى وكانت تقدمها لبنى عسل على قناة الحياة استضافت بها عددا ممن يمثلون تيارات مختلفة، وهم البرلمانى السابق علاء عبدالمنعم والكاتب الصحفى عبدالله السناوى، وعضو مجلس الشعب ممدوح إسماعيل، والمناقشة محتدمة ومتنوعة حول ما تشهده مصر من تطورات، وأحداث العباسية، ورؤى الحضور فيما آلت إليه الأمور، وكنت مثل غيرى من المصريين يجلسون أمام الشاشات، يحاولون فهم شىء واحد، مما أصبح تشهده مصر من أحداث متصاعدة ودامية، أصابت الكثير من المصريين بالكآبة والإحباط، «لأن ما حدش بقى فاهم حاجة» إلى أن بدأت لبنى عسل فى تلقى مكالمات من مشاهدى البرنامج، وتحدثت مشاهدة بكل أدب واحترام منتقدة أداء الإسلاميين دون أن تفرق بين اتجاه أو آخر، مؤكدة أنها واحدة من أبناء الشعب المصرى اللائى تحمسن للإخوان وصوتن لهن فى الانتخابات البرلمانية، ولكنها أصيبت بخيبة أمل شديدة فى أدائهم البرلمانى ومواقفهم المتناقضة، وسعيهم للسلطة دون مراعاة لأبسط حقوق الشعب المصرى الكريم، وأخطأت المشاهدة وتجرأت وقالت كيف تناقشون فى البرلمان، «موضوع مضاجعة الوداع»، وبمجرد أن سمع النائب المبجل ممدوح إسماعيل تلك الكلمة إلا وانفجر شاتما وواصفا المشاهدة «بقليلة الأدب» والشعب المصرى «بالحشاشين»، وحاولت لبنى بكل الطرق مقاطعة «إسماعيل»، فى محاولة لأن ترد كرامة المشاهدة التى أهينت، وحاول معها البرلمانى السابق «علاء عبدالمنعم».
ولكن يبدو أن الأستاذ ممدوح إسماعيل المحامى السلفى، قرر أن يهاجم الجميع متهما القناة بفبركة الاتصالات الهاتفية، وكأنهم استضافوه ليكونوا ضده، وواصل هجومه على المشاهدة الكريمة التى تنتمى «للشعب اللى مش متربى»، فما كان من لبنى إلا أن انساقت وراء مهاتراته، وانفعلت بشدة قائلة: «أقسم بالله العظيم، أقسم بالله العظيم أن المكالمات التى تأتينا غير مرتبة، وهى من مشاهدينا فى كل مكان».. وهو ما يجعلنى أعتب على المذيعة شديدة الاجتهاد لبنى عسل فى أنها انفعلت إلى درجة أن تقسم، كان عليها أن تكون أكثر قدرة على التحكم فى انفعالاتها وتقول بكل صرامة لهذا النائب المحترم والموقر، إذا كنت تشك فى مصداقية قناة الحياة فلماذا تحل ضيفا دائما عليها؟ دون قسم أو انفعال، خصوصا أن الحق فى جانبها، وهى لم تخطئ، بل الضيف هو الذى تجاوز فى حق قناة الحياة ومشاهديها والشعب المصرى «الحشاش»، لذلك كانت سعادتى لا توصف بالعديد من المشاهدين، نساء ورجال والذين اتصلوا بالبرنامج، ووضعوا الضيف فى حجمه الحقيقى، دون تجاوز وبأدب شديد، وأثبتوا أن الشعب المصرى بات يمتلك من الوعى الكثير، وأصبح يفهم حقا مراوغات الإسلاميين وكشفهم على حقيقتهم، ويكفى المشاهد البسيط الذى اتصل وقال لسيادة النائب: «أنا أعطيتكم صوتى فى الانتخابات وفى الآخر بتسبنى؟»، ومن قالت له: «ترضى أن حد يقول لواحدة من أهلك فى البيت أنتى قليلة الأدب؟»، ولم يصمت أيضا ضيفا الحلقة السناوى وعبدالمنعم، حيث انتقدا سلوك وتصرف النائب بأدب وأعطوه درسا فى كيفية التعامل مع أبناء هذا الشعب، وإذا كانت المشاهدة لديها معلومة خاطئة فكان على إسماعيل أن يصحح المعلومة للمشاهدة لا أن يقوم بسبها، واعتذر السناوى من كل مشاهدى البرنامج.. ورغم محاولات ممدوح إسماعيل، الاعتذار والتراجع عن موقفه، فيكفى أن لحظة انفعال كشفته وكشفت كيف ينظر للشعب الذى انتخبه وبات يمثله فى البرلمان.
ورغم قسم لبنى عسل فإن عليها أن تفخر بمشاهدى برنامجها وقناتها والذين يملكون هذا الوعى، ودافعوا عن القناة بتلك الروح الإيجابية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة