أين الأخ أبوإسماعيل مما حدث؟ فى رقبته من دماء المئات التى أريقت، والشهيد العريف سمير أنور الكيال ابن البحيرة الذى عقد قرانه على عروسه، وكان ينتظر يوم خروجه للإجازة لتزف إليه، تاركاً تسعة أشقاء ينفق عليهم، وهو فى عمر الزهور «27 عاماً» لا ذنب له ولا جريرة، كان يقف وقفة الرجال، وبما يمليه عليه واجب الجندية، وشرف العسكرية، والدفاع عن الوطن.. فجأه أطلق عليه أحدهم خرطوشاً فى بطنه وأرداه قتيلاً، ترى ما هو الآن شعور الأخ حازم وهناك أكثر من خمسمائة مصاب منهم مائتا ضابط ومجند أصيبوا فى عيونهم، بخلاف عشرات من الذين قبض عليهم وكانوا حول العباسية من طلاب وطالبات المدن الجامعية.
حدثنى شقيق أحد المقبوض عليهم من خارج مصر وقال لى: إلحق الواد أخويا كان معدى رايح المدينة، خدوه ومش عارفين عنه حاجة. منه لله أبوإسماعيل وأبوالأشبال، سألته من هو الأخير؟ فقال لى: ادخل على الفيس بوك ولا اليوتيوب، وشوف عمل إيه. كان بيحرض المصريين للهجوم على وزارة الدفاع. وهنا دخلت ويالهول ما قرأت وسمعت. هذا الرجل لا علاقة له بالدين ولا الوطن، إنه نذير الفتنة، ويجب محاكمته هو وأمثاله بتهمة قتل الأبرياء. نعم إنه مشارك وضليع ضلوعاً بيناً فيما حدث، ما معنى أن يصرخ بأعلى صوته عبر قناة الحكمة ويكررها عدة مرات، بأن الهجوم على وزارة الدفاع واجب شرعى ومحاكمة وإعدام أعضاء المجلس العسكرى والمدافعين عن وزارة الدفاع حلال.. يا نهار أسود، من أين جاء هذا الرجل؟ لذلك كان لابد أن يستقيل رئيس قناة الحكمة، ويبكى على الهواء، أقل شىء يا شيخ، لكن ما الضمان أن ذلك لن يتكرر ومن يوقف قنوات التهييج والفتنة الدينية؟.
إن المتأمل لمشهد تجليات تيارات الإسلام السياسى والإسلام الجهادى فى مصر، يتحسر على هذا الوطن، ويضع يده على قلبه خوفا على مصيره، خصوصاً وهناك ملايين البسطاء الذين تنطلى عليهم مقولات براقة وحماسية مثل حكم الشرع، وحكم الله، وهم لا يعلمون أن هؤلاء يتاجرون بالشرع، ويتاجرون بالله، وكل يوم ينكشف اللثام عن نواياهم. إن كل ما يهمهم هو السلطة وفقط. ولذلك ليس عند أحدهم مانع أن يتحول من صديق الأمس إلى عدو اليوم ببساطة، وأن يطلق كل أحكام التحريم والسباب على من يخاصم رأيه، أو يعارض مصلحته، حتى لو كان معه أخاً فى الجهاد بالأمس القريب، وهذا ما حدث مع القيادى الإخوانى مجدى فتحى فى اليوتيوب المسجل بالصوت والصورة فى معرض هجومه على أبوالفتوح لصالح محمد مرسى، يقول فتحى بالحرف: «وأقسم بالله العظيم، والمصحف الشريف، وكتاب الله العظيم، لو مسك عبدالمنعم أبوالفتوح لترجع مصر زى عصر جمال عبدالناصر، والله ما انتم لابسين طرحة، وأقسم بالله ما أنتم مصليين، واللى حيدخل الجامع ويقرأ قرآن هيدخل السجن» انتهى المقطع.. هذا القسم وهذه المفردات الرديئة، لا يمكن أن تنتمى لمنطق أوعقل سليم، وإنما هى كلمات حاوى فى سيرك السياسة، ولا أعلم كيف تمر كلماته على السيد المرشد هكذا، هل هؤلاء هم جماعة الإخوان المسلمين. أستغفر الله العظيم الإسلام براء من أمثال المتكالبين على السلطة حتى يسبوا بعضهم البعض، ويأكلوا لحوم إخوتهم أحياء، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة