سليمان شفيق

التفاوض بالدم بين الإخوان والعسكر

الأربعاء، 09 مايو 2012 09:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الوطن فى خطر.. سيناء تودع الحادث الإرهابى الأول بعد المائة «101»، منذ أحداث الهجوم على قسم ثانٍ العريش يوم 29-7-2011، أى بمعدل 9 حوادث شهريا تقريبا، كلفتنا 79 ضحية، بين قتيل وجريح، إضافة إلى 21 حادث قطع طريق، و14 حادث خطف لسائحين أو جنود، إضافة إلى التهديدات الإسرائيلية المتكررة، وغياب مؤسسات الدولة السيادية، ماعدا وجودا رمزيا للقوات المسلحة والشرطة بما يتماشى مع اتفاقية كامب ديفيد.
أما حرب العباسية الأهلية فلم تمكن هى الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد سبقتها مجازر قتل الثوار «25، 29 يناير، معركة الجمل، محمد محمود، ماسيبيرو، البالون، مجلس الوزراء، الشيخ ريحان، استاد بورسعيد، وصولا للعباسية»، ووفق التقديرات الأولية الضحايا يتجاوزون 2500 بين شهيد وجريح، ومعظم من قدموا للمحاكمة حصلوا على البراءة لعدم كفاية أدلة الثبوت، وما تبقى من تلك الحوادث لم يقدم للمحاكمة، على الجانب الآخر، لدينا أجهزة الأمن السيادية وغير السيادية، التى تمتلك من الكفاءة لفك طلاسم ما اصطلح على تسميته «الطرف الثالث»، ولحين إعلان تلك الأجهزة على الطرف الثالث، «الذى يعرفونه»، فإن مصر تواجه للمرة الأولى فى تاريخها نخبا حاكمة ومعارضة غير مؤهلة للتصدى للشأن العام، وباتت ثقافة التربص المتحكمة فى ذهنية هذه النخب، فمن ينتقد الإسلاميين «كافر»، ومن يتعرض للثوار «فلول»، ومن ينتقد المجلس العسكرى فهو «خائن» يسىء للجيش المصرى.
أما عن الحرب الأهلية المتقطعة فقد قطعت أوصال القاهرة، من روكسى وحتى وسط البلد، مرورا بالعباسية، حواجز أسمنتية، وحواجز مؤقتة، وتاه العلم المصرى، بين 21 علما آخر، منها علم السعودية والجماعة الإسلامية والجهاد والوفد والإخوان المسلمين.. ولم يعد للسيادة المصرية نشيد واحد، بل هناك أكثر من عشرة أناشيد.
أصبحنا نسمع عن مجالس وهيئات شرعية إسلامية، توازى أهل الحل والعقد، تصدر قرارات فتطاع، وبرز ذلك مؤخرا فى اختيار تلك الهيئات، لمرشحى الرئاسة، أو بإعلان المجمع المقدس للكنيسة بأن ليس لهم مرشح، ثم يحدثونك عن الدولة المدنية، والقوى المسماة مدنية لا حول لها ولا قوة، تعتمد على أصوات الأقباط أو التصويت الانتقامى للمعادى للحلف الإسلامى، وحينما ظهر مشروع البرداعى «حزب الدستور»، شاهدنا أحزابا كنا نظن لها قدرها فى الواقع المصرى تهرول نحو الاندماج معه، وكأن ملايين الأصوات التى حصلت عليها «الكتلة مثلا»، وغيرها كقطعان من الماشية، تساق نحو مصالح بعض قيادات هذه الأحزاب. والثوار غير قادرين إلا على الاستشهاد، واليسار لم يتفق على مرشح واحد للرئاسة، والبعض منهم يقف مع أحد المرشحين الإسلاميين المعادين طبقيا لكل أفكار اليسار، وكأنهم لم يعرفوا مصير «مجاهدى خلق»، «فدائيو خلق» للتحالف مع الخومينى إبان الثورة الإيرانية.. و«الإخوان المسلمون» يفاوضون العسكر بالدم، ربى لا أسألك رد القضاء، بل أسألك اللطف فيه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة