عندما وصلتنى فتوى الشيخ يوسف القرضاوى حول أعداء الإخوان وكيف ينقسمون إلى أشباه قوم لوط أو القردة والخنازير إلخ تشككت أنها صادرة عن رئيس اتحاد علماء المسلمين لأنى سمعت هذه الفتوى من قبل ولكن على لسان الحاخام الإسرائيلى الأكبر عوفاديا يوسف الذى وصف أعداء إسرائيل من العرب «مسلمين ومسيحيين» بأنهم قردة وخنازير.
الاختلاف بين عوفاديا والقرضاوى أن الأول زاد فى فتواه بضرورة سحق العرب ما داموا قردة وخنازير، فيما ترك الثانى الخيارات مفتوحة أمام شعب الله المختار الجديد جماعة «الإخوان المظلمين» لينكلوا ويقمعوا خصومهم السياسيين كيف شاءوا بعد مرحلة التمكين التى يتطلعون إليها.
الاختلاف الثانى بين عوفاديا والقرضاوى أن الأول متطرف عنصرى لصالح أبناء بلده ودينه من اليهود فى إسرائيل، لكن الثانى موزع الولاءات والأهواء والانتماءات بين عضويته فى التنظيم السرى للإخوان الذى قدم له البيعة على المصحف والسيف، وبين انتمائه لبلده قطر وحاشية الأمير المقربة، الأمر الذى يجعله بوقا من أبواق السياسة القطرية وأداة من أدواتها ومخلبا من مخالب الإخوة المنتفخين فى الدوحة، الذين يتوهمون فى أنفسهم القدرة على التحكم فى سياسات المنطقة العربية.
وجه الشبه الأبرز بين عوفاديا والقرضاوى هو قدرتهما الكبيرة على صناعة الكراهية فيما يفترض فى كل منهما العلم والإيمان والسماحة والقرب من الله عز وجل الذى حدثنا فى آية معجزة عن الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا بينما يظنون أنهم يحسنون صنعا.
عوفاديا يظن أنه يتقرب إلى إلهه الجبار الذى اصطفى بنى إسرائيل عبر اغتيال الأغيار وسحقهم وإلغائهم من الوجود، والشىء نفسه يفعله القرضاوى ولكن بمزيد من ضيق الأفق واستخدام الدين أسوأ استخدام لتحقيق مكاسب سياسية مؤقته، والاثنان رغم علمهما الظاهرى، على أعينهما غشاوة التعصب وعلى قلبيهما قفل واحد هو البغض، ولو أمعن كل منهما النظر فى جوهر دينه لوجد أن الكراهية والقتل من أكبر الجرائم التى نهى عنها الله أو «يهوه».
ويبدو أن كلا من القرضاوى وعوفاديا ينتظران ظهور المهدى أو «مسيّا» لينعما برحمة الله وهديه، وبدلا من الكراهية واغتيال المخالفين سيدعوان للمحبة والتآخى والسلام.. آمين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة