> كنت أشاهد مقطع فيديو لجنود قواتنا المسلحة وهم يرقصون منتشين بفرحة النصر بعد فض اعتصام العباسية، أحدهم كان يلعب بالعصا كأمهر ما يكون اللعب، توقعت أيضا أن يكون هذا الجندى كأمهر ما يكون الجنود، لكنى للمفارقة المدهشة صارت مهارة الجندى اليوم من مسببات الألم، ذلك لأنى أعلم أنها لا توجه لعدو، وإنما توجه نحو الأخوة، تأملت وجهه فتذكرت مشاهد الجنود فى الأفلام التى تمجد نصر أكتوبر، كدت أصيح فيه، يا أخى انظر تحت قدميك، سترى دما لإخوتك فى الله والدين والوطن والحلم والأمنية، يا أخى إن لم تكن حزينا على ما ارتكبته يداك منذ قليل، فتذكر أن لك أخا فى الجندية لفظ أنفاسه منذ قليل فى معركة تافهة خاسرة مقيتة، يا أخى ما الذى غيّب عقلك، وهزم روحك، فجعلك تعتبر التنكيل بالمدنيين نصرا مباركا، يا أخى شلّت يداك قبل أن تمتد على أخيك، وشلّت يد من قتل أخاك فى الجندية، أو حرض عليه، وجعل أبناء الوطن الواحد يتفاخرون بالرقص على جثث إخوانهم.
> كنت أشاهد برنامج «موعد مع الرئيس» على قناة النهار، مستمتعا بالحوار الذى أداره الزميل خالد صلاح، ومنتشيا بالأجواء الحماسية التى حظى بها الدكتور أبو الفتوح، وبرغم أنى لن أصوت له، فإنى شعرت بالحماسة تملؤنى وأنا أتابع أحد مرشحى الثورة، وهو يكسب أرضا جديدة، لكن يبدو أن فرحتى ما كان لها أن تتم، ذلك لأن «صلاح» حينما سأل «أبو الفتوح» عن ملفه الصحى، فقال إنه لا يعانى إلا من الضغط والسكر، وللأسف لم يمسك أبو الفتوح لسانه ليصمت عند هذا الحد، وإنما تابع معددا أمراض منافسيه من المرشحين، ومنهم بعض أصدقائه، متهما أحد أقرب منافسيه بأنه يعانى من مرض «الكبدى الوبائى» وهو مرض يصيب الشعب المصرى بكثرة تماما كما يصابون بالسكر والضغط، وهى ذات أمراض أبو الفتوح، كنت أتمنى من الدكتور عبد المنعم أن يصون قسم أبى قراط الذى أداه فى كلية الطب، ويفصل بين كونه مرشحا للرئاسة، وبين كونه طبيبا يعرف أسرار المرضى من المقربين إليه، لكن للأسف انزلق أبو الفتوح وزل، وبرغم أنى أحتفظ ببقية باقية من احترام ومحبة، فإنى لا أنكر أن مقولته هذه، جعلتنى أشرع التفكير قبل أن أقول كعادتى إن «أبو الفتوح» هو الإسلامى النبيل.
> بعدها بليلة كنت أشاهد حلقة الإعلامى القدير يسرى فودة وهو يحاور المرشح المستبعد «حازم صلاح أبو إسماعيل»، لن أخوض فى تفاصيل الحلقة التى ندمت على متابعتها، ولكن غضبى على أبو اسماعيل زاد بشكل كبير، ابتل التليفزيون من كثرة ما أصابه من بخر، وندمت على كل ثانية شاهدت فيها هذا الرجل، وهو يفتل الكذب، ويلوكه، ويعجنه، ويخبزه، ويبيعه، ويشتريه، مر على الميدان مرتزقة كثر، لكن أكثر من هذا تبجحا لم أر، خسارة كل كلمة كتبت عنك، وخسارة كل حرف ضاع فى هجومك أو مدحك، وخسارة دم الأبرياء الذى انهال بسببك، وأنت تتوعد من أقصاك عن كرسى الرئاسة بمفاجأة لم تجبرك دماء الأبرياء على الإعلان عنها.
> أخيرا أقر مجلس الشعب قانونا يحجم لجنة الانتخابات الرئاسية، ويمنع تولى أعضائها لأى منصب حكومى فى عهد الرئيس القادم، وهو ما أشرت إليه فى مقال سابق، نشر فى 21 مارس الماضى بعنوان «استفتاء البلية وجناية المستشار عطية» مؤكدا أن مناصب أعضاء تلك اللجنة محجوزة بأسمائهم منذ اليوم.. تماما مثل المستشار عطية.
> الثورة مستمرة وسننتصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة