هل يجوز أن أغير اتجاه البوصلة السائد الآن، وأقر بحق جماعة الإخوان المسلمين فى الجمع بين السلطات سواء كانت برلمانية أو رئاسية؟! والإقرار هنا إقرار لحق الجماعة فى حصاد ثمار كونها التيار السياسى الوحيد الذى نجح فى الحفاظ على تماسكه وتنظيمه طوال السنوات الماضية وسط تيارات وحركات انهارت قبل أن تولد، وهو أيضا إقرار لحق ديمقراطى مادامت الجماعة التزمت بقواعد اللعبة، وكان صندوق الانتخابات هو الحكم، ولذلك يصبح من غير المنطقى تبرير أو تفسير كل هذا الهجوم الإعلامى الحاد وغير المبرر فى كثير من أجزائه ضد جماعة الإخوان المسلمين.
العقل والمنطق يقولان بأن كل هذا الهجوم الذى تتعرض له الجماعة فى هذا التوقيت يصب فى صالح الفريق أحمد شفيق، وهو مصب غير طاهر وغير مفيد للثورة المصرية على الإطلاق، هو إذن هجوم فى معظمه سيئ السمعة، ولكن سوء سمعته لا ينفى أبداً حقائق واقعة تقول بأن جماعة الإخوان ومرشحها الدكتور محمد مرسى ربما يكون اختياراً أسوأ من شفيق وغيره إذا لم تتوقف الجماعة وبعض قياداتها عن الممارسات السياسية والأخلاقية التى ترفع من شأن التنظيم فوق الوطن وتغلب مصالحها الشخصية فوق مصلحة مصر، وهذا أمر واضح ولابد أن تكف الجماعة ومكتب إرشادها عن تكذيب وانتقاد من يقول به، ويجب أن يصحب ذلك حالة اعتراف بحق القوى السياسية المختلفة فى الحصول على ضمانات من الإخوان المسلمين وعدم الترويج الشعبى لهذه الضمانات على أنها نوع من أنواع الابتزاز السياسى، لأن قراءة وجهة نظر الإخوان فى التيارات السياسية المختلفة تضع فى صدر كل مواطن مصرى أطنانا من التشكيك فى وعود الإخوان الخاصة بالتوافق وحرية التعبير وتداول السلطة، وليس أدل على ذلك من الكلام التالى الذى نشر فى الموقع الرسمى للإخوان «إخوان أون لاين» وكتبه القيادى الإخوانى الكبير الأستاذ عبدالقادر أحمد عبدالقادر والمسؤول فى قسم التربية بالجماعة قبل الانتخابات بساعات يقول: (لن أنتخب واحداً من هؤلاء:
1 - الفلول: أذناب النظام الساقط.. سأكون من المهابيل إذا انتخبت أحد الفلول،إذن أحكمُ على نفسى بالتخلف العقلى.
2 - الليبراليون: الفوضويون، أتباع «مكيافيللى» وأتباع شعار «دعه يعمل دعه يَمُرّ»!.. دعه يعمل ما يروقه وما يريده: خمور أو مخدرات، أو شذوذ أو دعارة، أو زراعات من أى نوع: خشخاش أو بانجو، أو تجارة فى البشر.
3 - العلمانيون «Secularism»: الذين لا يعرفون الله، هؤلاء كالذين قالوا سابقاً: «لا زكاة فى الدولة»، فحاربهم أبوبكر الصديق حتى قطع دابرهم.
4 - اليساريون: بهذا الوصف، وقد يسمون أنفسهم اشتراكيين تمويهًا! لا إله لهم! والحياة مادة! والدين أفيون الشعوب! تلك حقيقتهم ولا عبرة بأسمائهم فى مجتمعاتنا الإسلامية.
5 - المنشق عن الصف والجماعة: لأن المنشق يحمل «عدوى» الانشقاق فينقلها إلى من حوله، وإلى من بعده، ولن ننسى الخوارج والشيعة والمعتزلة.
بقى رجل واحد فقط «إنتاج» كبرى الجماعات الإسلامية عالميًّا والجماعة والحزب هما الضمان لصلاحية هذا المرشح، الأستاذ الدكتور محمد مرسى فى الحاضر والمستقبل.. أنتخب هذا المرشح بضمان المصنع «الجماعة»، والتوكيل «الحزب»).
انتهى كلام القيادى الإخوانى الكبير المسؤول عن تربية أجيال متعددة داخل الجماعة وهو كلام ينسف من الجذور كل وعود محمد مرسى الخاصة بالتوافق واحترام التيارات والأفكار المغايرة للجماعة، ولكن الأخطر من كلام عبدالقادر والأخطر من فكرة كونه منشورا على موقع الجماعة الرسمى أنه تعرض للحذف من الموقع فى سرية تامة بعد أن أدى رسالته دون أن يقدم الموقع أى اعتذار أو تقدم الجماعة أى تفسير أو تبرير لكل هذا الكره الظاهر فى كلمات واحد من رجالها الكبار.
باختصار أريد أن أخبرك أنه إذا كان من حق الإخوان الحصول على كرسى الرئاسة، فمن حقنا أن نخاف ونتردد ونرتبك ونتساءل ونبحث عن ضمانات، لأن الجماعة عودتنا من أفعالها ألا نأمن أو نطمئن لعهودها.. وفى شعار المشاركة لا المغالبة خير نموذج ودليل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة