براء الخطيب

«يا اللى مستنى السمنة من فم النملة»

الأحد، 10 يونيو 2012 06:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأ «حسن أحمد عبدالرحمن محمد البنا الساعاتى»، مدرس اللغة العربية الدرعمى «خريج دار العلوم العليا»، المعروف تاريخيا باسم «الشيخ حسن البنا»، بدأ بناء جيش النمل الإخوانى سنة 1928 على شكل جماعة إسلامية أطلق عليها اسم «الإخوان المسلمين»، وبدأب النمل فى بناء أعشاشه، أخذت «كتائب» الإخوان المسلمين فى الانتشار فى مصر بطولها وعرضها، على هيئة بناء تنظيمى شعبى محكم من قمته فى مكتب الإرشاد، تليه المكاتب الإدارية فى المحافظات، حيث تتفرع هذه إلى مناطق، وتتفرع المناطق إلى شعب، وتتفرع الشعب إلى الأسر التى تشكل المستوى القاعدى للجماعة، ونشأت جماعات أخرى تحمل فكر الإخوان فى العديد من الدول، ووصلت الآن إلى 72 دولة، تضم كل الدول العربية، ودولاً إسلامية وغير إسلامية فى القارات الست، وتم نحت شعار الإخوان المسلمين «الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت فى سبيل الله اسمى أمانينا». وبدأ مؤسس كتائب النمل الإخوانى فى وضع الأسس النظرية والأيديولوجية، ولخص هذه الأيديولوجية فى رسالته للمؤتمر الخامس بأن «الإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف، وأن فكرة الإخوان المسلمين نتيجة الفهم العام الشامل للإسلام، قد شملت كل نواحى الإصلاح فى الأمة، فهى دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية»، وبذلك وضع الشيخ المؤسس الجماعة بصفتها «شركة اقتصادية» و«هيئة سياسية»، ولأنه كان أبا لست من البنات هن «وفاء، سناء، رجاء، صفاء، هالة، استشهاد» فإنه أكد على دور المرأة، بل إنه أسس قسم «الأخوات المسلمات»، وكانت أول رئيسة لهذا القسم هى السيدة «لبيبة أحمد»، وأنشأ أيضا معهد «أمهات المؤمنين» فى الإسماعيلية، كما أن الجماعة رشحت أكثر من مرة نساء على قوائمها الانتخابية، مثل «د. منال أبوالحسن»، و«د. مكارم الديرى»، و«جيهان الحلفاوى»، غير أن الجماعة فى مصر تتمسك بعدم أهلية المرأة لرئاسة الدولة، ولكن لها ما دون ذلك من المناصب، بما فيها رئاسة الوزراء.
ومنذ عام 1928 وحتى اليوم فإن جيش النمل «الإخوان المسلمون» يجمع جزيئات الدهن والسمن من بين براثن وأنياب السلطات الحاكمة التى تلتهم الفريسة وحدها، وتغمض عينها عن جزيئات الدهن والسمن التى يلتقطها جيش النمل فى دأب، فيما ظلت فصائل القوى السياسية الأخرى تترقب مجىء الوقت الذى تستطيع أن تحصل فيه على جزىء ولو يسير من دهن الفريسة لتطبخ به «التقلية» التى تتمناها، حتى اندلعت ثورة الشعب المصرى فى 25 يناير 2011، والتى ساهمت فى إنتاج كمية هائلة من السمن على هيئة «مجلس الشعب»، فقد انقض جيش النمل الإخوانى على كل كمية سمن الثورة، مستأثرا بها، تاركا حلفاء الثورة يتلمظون على قطعة مهما كانت صغيرة من السمن، ومازالت بقية فصائل القوى السياسية الأخرى حتى هذه اللحظة تنتظر قطعة صغيرة من السمن الذى يراه الجميع فى أفواه جيش النمل الإخوانى، لكن هيهات أن يتخلى النمل عن السمن بسهولة، ويا كل «اللى مستنى السمنة من فم النملة عمرك ما هاتعمل تقلية»، ومع ذلك فإن جميع الشواهد تؤكد أن الفيل العسكرى الضخم سوف يدهس بقدمه الضخمة القوية كل جيش النمل، ليضيع من فمه كل السمن الذى حصل عليه بفضل الثورة، فمن المؤكد أن قطعة السمن الكبرى سوف تضيع مع حل مجلس الشعب، ليبدأ جيش النمل فى محاولة أبدية للحصول على قطعة من السمن ينفرد بها وحده، ومرة أخرى نقول بالفم المليان: «يا اللى مستنى السمنة من فم النملة عمرك ما هاتعمل تقلية».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة