فى صحيح مسلم وفى باب «أنه يستحب لمن شوهد خاليا بامرأة وكانت زوجته أو محرما له، أن يقول هذه فلانة ليدفع ظن السوء به، يحدثنا عبدالله بن مسلمة بن قعنب، حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس: (أن النبى صلى الله عليه وسلم، كان مع إحدى نسائه فمر به رجل فدعاه فجاء، فقال يا فلان هذه زوجتى فلانة، فقال يا رسول الله من كنت أظن به فلم أكن أظن بك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن الشيطان يجرى من الإنسان مجرى الدم)».
النائب السلفى الشيخ على ونيس يعرف تلك الرواية، وهذا الحديث بطبيعة عمله وظهوراته على الفضائيات الدينية، ومن المؤكد أنه استخدم هذا الحديث مرة أو اثنتين أو ربما ثلاث مرات فى خطبة أو كلمة فضائية دينية، لتحذير الناس من مواطن الشبهات، ومن المؤكد أنه بكى أو دمعت عيناه وهو يتحدث عن عظمة النبى صلى الله عليه وسلم التى تجلت فى هذا الموقف التعليمى الرائع.. ولكن حينما حانت لحظة التطبيق، كان الشيخ على ونيس أبعد الناس عن تطبيق منهج النبى الكريم الذى يدعونا آناء الليل والنهار لاتباعه والاقتداء به، وربما لو كان حرص الشيخ على ونيس على اتباع نهج النبى الذى ورد فى ذلك الحديث مثل حرصه على الاقتداء بالنبى فى إطلاق اللحية، لما كنا وصلنا إلى مفترق الطرق الذى نعيش فيه الآن، وماكانت الصدمة عرفت طريقها لقلوب عدد من الشباب، بسبب أخطاء الدعاة ورجال الدين الذين بهرتهم أضواء السياسة.
أنا لا أقر بصحة الواقعة، ولا بصحة الاتهام الموجه للشيخ على ونيس، فتلك أمور ستكشفها التحريات والتحقيقات، ويكشفها الله عز وجل ولو بعد ستر، ولا يشغلنى أبدا أن الشيخ النائب ونيس، قال إن الفتاة التى كانت بصحبته ليلا ابنة أخته، أو خطيبته كما قالت هى، ولا يشغلنى البحث عن قالب منطقى لرواية النائب التى قال فيها إنه رفع النقاب عن وجهها ليغسله بالماء فى طريق مظلم، أنا فقط ألفت انتباهك إلى كارثة جديدة يتحملها الإسلام بسبب شهوة العمل السياسى التى تملكت رجال الدين، ولم تمنعهم من استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية وانتخابية.
سأترك الخوض فى مسألة ضبط النائب داخل الماتريكس فى أوضاع مخلة لمسار التحقيقات الطبيعى، وأذهب إلى حيث النائب نفسه.. إلى حيث الشيخ على ونيس الذى يمنعه علمه - إن كان متعلما أصلا - من أن يقول جازما على فضائية الحافظ الدينية فى حوار سابق، أنه لا يجوز نقد الإسلاميين العاملين فى مجال السياسة، لأنهم الإسلام نفسه، هكذا تجرأ سيادة النائب على الله وعلى الناس أجمعين، وأفتى بأن الإسلام هذا الدين العظيم صار ممثلا فى الأحزاب والحركات الإخوانية والسلفية الموجودة فى الساحة السياسية الآن وبالتالى لا يجوز نقدهم أو التعرض لهم، وكأن سيدنا الشيخ كان يخطط لليلة «الماتريكس» ويحصن نفسه مسبقا بما يتم اكتشافه من خطايا شخصية.
طبعا لا داعى للقول بأن تصرف النائب على ونيس سواء تم إثباته أو لا.. مثله مثل تصرف أنور البلكيمى، سيظل تصرفا شخصيا، وسيكون من الجور تحميله وتعميمه على الأحزاب السلفية، ولكن ستظل قناعة الشيخ النائب على ونيس هى الخطر الأكبر الذى يزحف نحونا، خاصة وإن كانت رؤية ونيس فيما يخص نقد الإسلاميين يعتبر نقدا للإسلام نفسه جزءا من عقيدة الأحزاب الإخوانية والسلفية، لأننا وقتها سنضطر أن نغلق الأفواه، ونغض الطرف والبصر عن أخطاء تيار الإسلام السياسى حتى لا نتهم بأننا نحارب الله ورسوله.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة