محمد شومان

فى مشروعية المقاطعة

الأحد، 10 يونيو 2012 04:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا من بين الأغلبية التى ستقاطع الانتخابات القادمة، نعم أغلبية لأن أكثر من نصف الناخبين قاطعوا الجولة الأولى، فما بالنا بالجولة الثانية والتى يخوضها مرشحان يصعب على كثير من المصريين الاختيار بينهما، لكن كلما التقيت شخصا مؤيدا لشفيق يستهجن مقاطعتى ويقول موقفك يدعم مرسى والإخوان!! أما المؤيدون لمرسى فإنهم يتهمون أى مقاطع بأنه يحبس الشهادة ويدعم بطريق غير مباشر الفلول!!
كل هذه الاتهامات خاطئة ولأصحابها غرض، والأهم أنها تعادى أبسط قواعد الديمقراطية، وهى احترام حرية الآخر المختلف معك، فالناخب حر تماما فى اتخاذ الموقف الذى يريده، والمقاطعة بحد ذاتها موقف، يعبر عن رؤية وقناعة، تماما كموقف المواطن الذى يشارك فى التصويت ويؤيد أحد المرشحين، صحيح أن المقاطعة سلوك سلبى، لكنه على أى حال موقف، أما موقف المقاطع الذى يذهب لصندوق الانتخاب ويبطل صوته فهو مشارك إيجابى، ولا يختلف موقفه مطلقا عن المشارك الذى منح تأييده لأحد المرشحين، كلاهما شارك وأدلى بصوته فى الانتخابات.
أنا لا أدعو للعزوف عن المشاركة السياسية، لأننا فى حاجة إلى توسيع مشاركة كل المصريين بعد عقود طويلة من الحرمان والتهميش السياسى، لكن التصويت ليس الأسلوب الوحيد للمشاركة السياسية وبالإمكان الانضمام إلى حزب أو حركة أو جمعية، كذلك لابد من التمييز بين مقاطعة الاقتراع وبين مقاطعة الانتخابات، فكثير من المقاطعين يشاركون فى الانتخابات من خلال الدعوة لعدم الذهاب للتصويت، وبالتالى هم مشاركون سياسيا فى الانتخابات وليسوا سلبيين، لكنهم مشاركون على طريقتهم ومن خلال البحث عن موقف ثالث عوضا عن بؤس خيار شفيق ومرسى.
أما تخويف المقاطعين بأن موقفهم قد يدعم فرص شفيق أو مرسى فإنه كلام غير منطقى، لأن المقاطعين غير معنيين أصلا بشخصية الفائز، فهم يرفضون المرشحين، لكن أصحاب نظرية أخف الضررين يرون أن المقاطعين قد يساعدون -بدون قصد- المرشح الأكثر ضررا أى شفيق رمز النظام القديم، وهو احتمال قائم لكنه لا يؤرق المقاطعين، فأسس الممارسة الديمقراطية أن الناخب يعبر عن رأيه بحرية وينتخب من يشاء أو يقاطع الانتخابات بغض النظر عن النتائج والتداعيات، ولا يؤيد المنطق الديمقراطى أن يمنح الناخب صوته للمرشح الأوفر حظا فى النجاح وإنما يعطيه لمن يقتنع ببرنامجه السياسى.
هذه هى الديمقراطية، ومن حقى أن أقاطع لأننى على قناعة بأن المقاطعة تفيد مصر وعملية التحول الديمقراطى أكثر من المشاركة لأن المقاطعة موقف يتجاوز الخيار التقليدى الممل الذى وفره لنا النظام القديم بين الإخوان ونظام مبارك، كما أنها وسيلة فعالة للاحتجاج والطعن فى سلامة العملية الانتخابية وتأكيد عدم شرعيتها، فكيف ننتخب رئيسا لا نعرف صلاحياته؟ وكيف نطمئن للجنة الانتخابات والتى رفضت تطبيق قانون العزل على شفيق فى الجولة الأولى، وعجزت عن إيقاف الانتهاكات والتجاوزات فى عملية التصويت وفى الإنفاق على الدعاية واستخدام دور العبادة والأجهزة الحكومية.
قناعتى أن المقاطعة موقف مشروع ومؤثر لأنه يطعن فى شرعية الرئيس القادم، فكل ما سيحصل عليه لن يزيد عن خمس أصوات المصريين، وبالتالى يسهل الضغط عليه وإجباره بالطرق السلمية على تحسين أدائه واحترام إرادة الشعب، وإلا قد يعود المصريون للميادين وبأعداد تفوق ما حصل عليه من أصوات فى الانتخابات.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة