فى قضية عضو مجلس الشعب على ونيس النائب السلفى عن دائرة شمال القليوبية، ليس من الفضيلة أن يتم النهش فى عرض فتاة قبل أن تتضح الحقيقة كاملة فى مسألة علاقتها مع الشيخ، وحتى لو أثبتت التحقيقات التى تجريها النيابة حاليا أن الاتهامات صحيحة، فليس من اللائق أن تصبح سمعة الفتاة هكذا ملقاة على قارعة الطريق، ففى مثل هذه القضايا ابحثوا عن الدوافع الاجتماعية والإنسانية، وابحثوا عن بلد لا يجد أبناؤه فيه عدالة العيش وكرامة الحياة.
يحدث هذا مع الفتاة بينما يتعامل أنصار الشيخ ودوائره الحزبية بمبدأ: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما»، فقبل أن تتضح الحقائق كاملة، قال عادل عفيفى رئيس حزب الأصالة الذى ينتمى «ونيس» إليه: «إن الحزب سيدافع عن نائبه وأنه برىء، وإن ما يتعرض له حلقة من حملة شرسة لتشويه صورة التيار الإسلامى»، أما النائب صلاح عبدالمعبود عضو اللجنة الثلاثية «السلفية» التى حققت مع «ونيس» فقال: «أقسم ونيس أن القضية غير صحيحة، ولن نسكت على إهانة نائب سلفى»، وبالمرة دخل أمين حزب «الحرية والعدالة» فى القليوبية على الخط، ليقول: «إن القضية ملفقة للنيل من محمد مرسى».
تسييس القضية هو أسهل طرق التعمية عن حقيقتها، فمن اختار طريق العمل العام، يسهل عليه إلقاء أخطائه الشخصية على شماعة الحكومة والشرطة، وقد يجد البيئة المناسبة لتصديقه أحيانا، لكنه قد يقع فى الحفرة أحيانا أخرى، والمأساة فى قصة «ونيس» أن القائمين على دفاعه، يربطونها بالتيار الإسلامى، والربط فى حد ذاته إساءة لهذا التيار الذى يجمع شرفاء فى القول والممارسة، وبالتالى فالأجدى أن يتعاملوا معه، على أنه بشر يصيب ويخطئ، وطالما لم يفهم ضريبة ممارسة العمل السياسى فليتحمل أوزاره.
سارع رئيس حزب الأصالة، وسارعت اللجنة الثلاثية، بتبرئة «ونيس» ولا أحد يعرف إن كانت اللجنة سألت أطرافا أخرى حتى تصل للحقيقة التى تعفيها، من تكرار مأساة النائب البلكيمى الذى اتهم آخرين بالاعتداء عليه للتغطية على عملية تجميل أنفه، ثم اتضح كذبه، ليضع حزبه ومن دافع عنه فى وضع مؤسف، فلماذا لا يتمهل هؤلاء حتى لا يلدغوا من الجحر مرتين؟.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة