حنان شومان

السلفيون بين الجنة والنار

الثلاثاء، 12 يونيو 2012 08:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اتخذ المئات بل الآلاف وربما الملايين حكاية النائب على ونيس السلفى ومن قبله النائب أنور البلكيمى كدليل وحجة على التيار السلفى الدينى بأنه تيار يحسن أهله الكلام عن الحق والخطأ، والحلال والحرام أمام الميكروفونات والكاميرات وحين يأتى التطبيق تجدهم أول الناس فى الخطأ والحرام أى أنهم أهل نفاق، وهذا ربما تفسير مريح لمن يخافون تصدر أصحاب اللحى المشهد المصرى سواء بتوجههم المجتمعى أو السياسى وهو ما يبدو لى اختزالا وتفسيرا مخلا وغير متعمق، أو على أقل فرض هو تفسير غير إنسانى.

وأعتقد أنه إذا أراد أحد أن يحاكم أحدا أو حتى يقيمه فعليه بداية أن يلم بكل ظروفه وتاريخه لكى يكون منصفاً إن أراد، وإنصافاً أو عدلا دعنى أطرح عليك تفسيرى لأزمة اثنين أو على الأصح التيار السلفى المصرى فى هذه اللحظة.

السلفيون فى مصر ليسوا تنظيماً جامعاً كما هو حال جماعة الإخوان المسلمين مثلاً فهم قبل الثورة وحتى بعدها جماعات تتبع مشايخ ولكل جماعة شيخ يعد مرجعيتها وتتفاوت أفكارهم وتفسيراتهم الدينية لمسلك السلف هذا من الجانب الفقهى، أما فى الجانب السياسى فمن المعروف أن السلفيين لم يكونوا بأى حال يمثلون للنظام السابق معارضة أو مشكلة لأن هدفهم اقتصر على العمل الدعوى دون أدنى معارضة للحاكم أو نية فى الخروج عليه.

وحدثت ثورة 25 يناير التى قلبت معدة وجسد مصر رأساً على عقب وكان من الطبيعى فى هذا الانقلاب إصابة التيار السلفى بمختلف فصائله بذات الانقلاب، ففجأة وجد أهل هذا التيار أنفسهم فى تقسيم لنخبة وقرار سياسى فاستغل بعضهم هذه الفورة وأنشأوا أحزاباً سياسية ربما أشهرها حزب النور، واقتحموا عالم الانتخابات النيابية فكان لزاماً عليهم أن يكوّْنوا قوائم لمرشحين باسمهم وقد فعلوا فأتباعهم كثر ولكن المشكلة أن أتباعهم لا قبل لهم بسياسة ولا أضواء هم كما نقول عنهم ناس بتوع ربنا قولاً، ولكن قادتهم لا سامحهم الله ألقوا بهم فى أتون الضوء والشهرة والسياسة دون درع يقيهم إلا انتماءهم لهذا التيار وهو ما يعد جريمة فى حقهم قبل أن تكون جريمة فى حق المجتمع الذى انتخبهم ثقة فى أنهم ناس بتوع ربنا.

ولنا فى البلكيمى مثل نطبقه فالرجل كان سائقا يعمل على عربة انضم للناس بتوع ربنا منذ زمن فوجدوه يحسن الحديث فوضعوه خطيباً فى أحد الزوايا التابعة لهم فى منطقة فقيرة وفى الغالب كان الرجل سعيدا بحياته راضيا عما هو فيه، ولكنهم فجأة قرروا أن يدسوا اسمه على قوائم مرشحيهم ففاز فيمن فاز، وفجأة صار رجل الزاوية نائبا فى البرلمان يعنى بالنسبة لنفسه وأهل منطقته صار واحدا من الحكام وصارت وسائل الإعلام تسعى خلفه وهو يسعى خلفها، أصابه عمى الضوء الذى يحتاج لأخلاق أنبياء وقديسين لكى لا يعميهم ففعل الرجل فعلته من كذب وادعاء ورغبة فى التجمل فهل نحاكمه هو، وهو البسيط علماً ومستوى أم نحاكم ونحكم على هؤلاء الذين وضعوه حيث لا يجب أن يوضع، فعليهم وزره وإن تحمل هو أغلبه!!!

السلفيون فى مصر ناس بتوع ربنا قولا وعند الاختبار سقط بعضهم مثل كل البشر بعضهم فى الجنة وبعضهم فى النار ولكن أزمتهم أن رؤوسهم تقدمهم على أنهم حزب الله وحزب السياسة رغم بعد الحزبين فأوقعوهم فى الغواية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة