إذا سألتنى أى الرجلين ستختار فى انتخابات الإعادة لمنصب رئيس الجمهورية المزمع إجراؤها يومى 16 و17 من يونيو الجارى، سأقول لك بوضوح: "لن أختار الفريق أحمد شفيق على الإطلاق، ولن أمنح صوتى للدكتور محمد مرسى أبداً، وسأشرح أسبابى تواً"!
فالسيد الفريق يمثل النظام القديم بامتياز، وهو نظام فاسد وجشع وقمعى أفقر المصريين، وأذلهم عقوداً طويلة، لذا فإن اختياره يعد إهانة بالغة لثورتنا العظيمة، ولدماء شهادئها الأبرار. فكيف بالله عليك تمنح صوتك لرجل كان رئيس وزراء مصر يوم موقعة الجمل التى راح ضحيتها عشرات من شبابنا الطيبين؟ وكيف يطمئن قلبك وأنت تعلم أن رئيس مصر المقبل ملوثة يديه بدم الثوار؟ تابع من فضلك تهديداته وجبروته فى لقاءاته ومؤتمراته لتدرك كم يملك هذا الرجل من الخشونة والقسوة، على الرغم من أنه لم يحظ بلقب رئيس بعد، فما بالك لو عاقبنا القدر ومنحه الكرسى الشهير إياه!
أما الدكتور محمد مرسى، فهو ممثل جماعة الإخوان المسلمين، تلك الجماعة التى تريد جرجرة المجتمع إلى الخلف قروناً بزعم أن هذه هى تعاليم الدين الإسلامى الحنيف! وقد نسى قادة هذه الجماعة أن ديننا الإسلامى يسر لا عسر، وأننا أولى بشئون دنيانا كما قال الرسول الكريم، وأنه لا كهنوت فى الإسلام ولا وصاية بين العبد وربه. فكيف يطلقون على أنفسهم اسم (الإخوان المسلمين)، معنى ذلك أن أى أحد لا ينضم إليهم يصبح خارج الإسلام من وجهة نظرهم، ويحق عليه إقامة الحد من وجهة نظرهم أيضاً، إن اسم هذه الجماعة اسم عنصرى يخاصم العصر ويرفض التعدد، ويعادى الآخرين!
هذا من حيث الموقف الفكرى والدينى، أما إذا تعرضنا إلى موقفهم السياسى والاقتصادى، فحدث ولا حرج، فالجماعة تقول شيئاً وتفعل غيره، أى أنهم لا يحفظون العهود. "لقد قالوا إنهم لن يرشحوا أحداً فى انتخابات الرئاسة، لكنهم رشحوا اثنين، هذا على سبيل المثال"، والجماعة تتبنى برنامجاً اقتصادياً لا يختلف عن برنامج مبارك وحكوماته، فهم يشجعون بحماس المشاريع التجارية والعقارية والمضاربة فى البورصة التى تحقق أرباحاً سريعة لقلة قليلة فقط، بينما لا يسعون إلى إنشاء صناعات ثقيلة أو إقامة مشروعات إنتاجية ضخمة توفر ملايين من فرص العمل لشبابنا العاطل، وتعزز الاستقلال الاقتصادى بما لا يجعله رهين التبعية للقوى الغربية!
باختصار.. الجماعة تنتهج نهج مبارك اقتصادياً، وهى طريق أفقرت الملايين، وراكمت الثروة الحرام فى جيوب قلة من التجار ومن لف لفهم. وتزيد عليها بادعائها أنها تحكم باسم الدين، فإذا اختلفت معهم، فالويل والثبور لك!
ها هى الورطة التى وقعنا فيها بسبب سذاجتنا السياسية من ناحية، ونجاح الطبقة الجشعة التى تحكمنا منذ عقود (ممثلة فى المجلس العسكرى الآن) فى تجميع شتاتها ورص صفوفها بعد الارتباكات التى طالتها إثر ثورة 25 يناير 2011، من ناحية أخرى.
حسناً.. ما العمل إذا كان هذا الكلام صحيحاً؟ وكيف تكون المقاطعة هى الحل كما قلت لك فى عنوان المقال؟
بفرض أن الانتخابات ستجرى فى موعدها، وأن الطعن فى عزل شفيق سيرفض وسيسمح للفريق بخوض جولة الإعادة، أقول بفرض كل ذلك، وأعتقد أن هذا ما سيحدث، فإن المقاطعة هنا تعنى حرمان أى من الرجلين من الشرعية الشعبية. صحيح أن هناك فائزاً قادماً لا محالة وفقاً لأرقام الصندوق الانتخابى (أكاد أزعم أنه شفيق)، إلا أن فوزه، بعد المقاطعة الكبيرة، سيكون فوزاً مشبوهاً ومنقوصاً ومحروماً من أغلبية معتبرة تجعله يطمئن وهو جالس على كرسى العرش. كذلك الحال إذا فاز مرسى، وهو أمر مشكوك فيه بقوة، فالمقاطعة لن تجعل ممثل الإخوان يحكم مصر مدعوماً بأغلبية كبيرة تدفعه هو وجماعته إلى تغيير بنية الدولة المدنية المصرية التى تعبنا فى بنائها طوال القرنين الماضيين.
يبقى فى النهاية ضرورة العمل الآن، وفوراً على تأسيس حزب ثورى حقيقى ينضوى تحت لوائه فقراء مصر ومنتجيها من عمال وفلاحين وموظفين صغار ومثقفين شرفاء، بالإضافة إلى شباب الثورة النقى والجاد. هذا الحزب سيشرع فى تنمية قدراته الفكرية والسياسية والتنظيمية بدأب ومثابرة، من أجل كسب المزيد من المؤيدين والمتعاطفين لأفكاره وبرنامجه السياسى الذى يكافح من أجل بناء مجتمع أكثر عدلاً وحرية وجمالاً، حينئذ يستطيع هذا الحزب أن يجمع حوله الملايين الذين سيثورون مرة أخرى لإسقاط النظام الجائر، سواء كان شفيق أو مرسى على رأسه، ليبنى الدولة المصرية الجديدة قبل أن يخطفها العسكر والطبقة الجشعة القديمة مرة أخرى!
كلمة أخيرة.. اختيار شفيق إهانة للثورة ولدماء الشهداء، واختيار مرسى إهانة للحضارة المصرية والدولة المدنية الحديثة بآدابها وفنونها وأفكارها التنويرية، لذا فالمقاطعة هى الحل، والشروع فى بناء الحزب الثورى هو الطريق الوحيد للمستقبل الواعد بإذن الله.
عدد الردود 0
بواسطة:
ام مصريه
يسقط يسقط حكم العسكر
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
تجربة !! مرسي !!....................................هي الحل !!
عدد الردود 0
بواسطة:
مؤنس
الفلول قادمون
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
خليك قاعد فى بيتكوا بس تنقطنا بسكاتك
المقاطعة أسلوب الفشلة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد حسنين
نفس الإسطوانة المشروخة اللى زهقنا منها
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الهوارى
باين عليك فاهم ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ضحكتنى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الهوارى
باين عليك فاهم ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ضحكتنى
عدد الردود 0
بواسطة:
حمودة
نعم لمرسى النهضة ....
عدد الردود 0
بواسطة:
فهد سيناء
نعم لمرسي و برنامج نهضة مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
تامر
بالعقل...