الحرب الدائرة الآن بين الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسى المرشحين المتنافسين على منصب الرئيس القادم لمصر فيها الخاسر فيها هم المصريون الذين يتابعون مباراه عالية المستوى فى الردح السياسى وتبادل الاتهامات والتخوين بين الطرفين، فالكل نسى برامج المرشحين فى مرحلة ما بعد انتخابات الرئاسة لإنقاذ البلاد من الكوارث الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتى تحتاج إلى برامج واضحة ومحددة من المرشح الذى سيقدر له دخول القصر الجمهورى وقيادة البلاد فى السنوات الأربع القادمة.
الفريق شفيق والدكتور مرسى لا يشغلهما قبل أيام من جولة الإعادة – فى حالة إجرائها- سوى هجوم كل طرف على الآخر والتجريح فيه وتخويف الناس منه فى حالة فوزه، ولا يهم عرض برنامج الرئيس لإنقاذ مصر وإخراجها من التيه الذى تعيش فيه الآن، والحرب الدائرة بين الجانبين لا تبشر بالخير والأمل فى المستقبل أبدا، ولم يستوعب أحدهما حالة الإحباط التى سيطرت على الناس عقب إعلان نتيجة الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية والتى جاءت كأسوأ نتيجة ومازالت تشكل مأزقا أمام المصريين للاختيار الصعب بين مرشحين ترفضهما الغالبية ولم تتمن صعود أحد منهما لجولة الإعادة، ولكنها إرادة صندوق الانتخابات ومفاجآته التى علينا احترامها والتعامل معها رغم رفضنا لها.
حالة الزهق من الحرب الضروس بين شفيق ومرسى تدعم دعوات المقاطعة لانتخابات جولة الإعادة، وتحسم قرار المترددين فى الذهاب إلى صناديق الانتخاب وتؤكد مبررات الإحباط من نتيجة الجولة الأولى، فجماعة الإخوان منذ ظهور نتيجة الجولة الأولى تشن حربا نفسية بلغت حد اتهام شفيق بالضلوع فى قتل المتظاهرين فى موقعة الجمل، والفريق شفيق ليست له قضية فى مؤتمراته الصحفية وأحاديثه سوى الهجوم على الإخوان وترويع الناس منهم فى حالة فوز الدكتور مرسى لدرجة أنه أعلن استعداده لدفع حياته ثمنا لإنقاذ مصر منهم- على حد قوله- واتهم الجماعة بأنها تسعى إلى بيع مشاريع مصر القومية وثرواتها، والسعى إلى نشر الفوضى، وردت الجماعة واتهمته بأنه مفلس ولا يحترم القيم والأخلاق و«شرف الخصومة».
فهل هناك رجاء وأمل فى قيادة مصر من مرشحين من هذه النوعية تجاوزا كل حدود المنافسة الانتخابية وتتملكهما الرغبة فى الثأر والانتقام على حساب شعب يتطلع إلى المستقبل.