خلع الداعية الإسلامى الكبير عمرو خالد ثوب الدعوة وارتدى ثوب السياسة مع الإعلان عن تأسيسه لحزب «مصر المستقبل»، ولهذا أصبح له ما لأهل السياسة من نقد وتصويب وقت السقوط فى بئر الخطأ.. والسؤال هنا هل أدرك عمرو خالد وأنصاره أن ما يحيط برجل الدين من جلال وتقدير قد ذهب عنه بمجرد أن وطأت قدماه أرض السياسية أم لا؟.. الزمن.. والزمن القريب وحده سيتكفل بتلك الإجابة.
خسرت الدعوة رجل دين كان له السبق والانفراد فى معرفة طريق الوصول بالدين والهداية إلى قلوب الشباب بعدما عجز الخطاب الدينى لسنوات عن جذبهم أو لفت انتباههم، وابتليت السياسة برجل دين جديد، سيتحول كل نقد أو عتاب له إلى أزمة فى ظل أجواء تعتبر كل نقد سياسى للإسلاميين هو بالضرورة هجوم على الدين فى حد ذاته.
شخصيا أعتقد أن عمرو خالد أعقل من كثيرين أو متلاعبين يسعون دوما لتحويل نقدهم إلى هجوم على الدين لإرهاب المختلفين معهم فكريا أو سياسيا، وأعتقد أيضا أن خسارة عمرو خالد فى المجال الدعوى لن ينجح فى تعويضها داخل أرض السياسة لأن وجوده الحزبى سيجعل تأثيره قاصرا على أهل حزبه، وسيحمل كل مشاريعه وتصريحاته ودعواته فكرة كونها تهدف إلى تعزيز مكانة الحزب وسعيه نحو السلطة لا لأجل الوطن أو الدين كما كان يحدث مع مشروعاته التنموية والدعوية قبل أن يصبح رجل أحزاب وسياسة.
ولأن الجوابات تتضح من عناوينها كما يقولون.. جاء عنوان أول فاعلية ينظمها عمرو خالد بعد الإعلان عن تأسيس حزب مصر المستقبل كارثيا على عمرو خالد وتاريخه ومستقبله، أعلن الرجل عن مشروع تنموى اقتصادى جديد يحمل اسم «منتدى أهل مصر» بديباجة عظيمة تدور حول التوظيف والإعلام والسياحة والزراعة والعمل على رفعة المواطن المصرى من خلال التركيز على أهم القطاعات ذات التأثير المباشر على النواحى الاقتصادية والثقافية والمعنوية، حتى هنا والكلام جميل ومعقول لا يستطيع عاقل أن يقول أى شىء عنه، حتى وإن تم اعتباره عملا لتلميع عمرو خالد فى ثوبه السياسى والحزبى الجديد.
ولكن غير الجميل فى مسألة منتدى مصر كانت عين السيد عمرو خالد التى لم تجد سوى بقايا نظام مبارك لتشاركه فى البحث عن طرق لتقدم ونهضة الوطن، غير الجميل أن عمرو خالد نسى أو تناسى دور أسامة هيكل وزير الإعلام السابق فى التضليل والكذب والخداع وتشويه الثورة وشبابها وجاء به شريكا فى منتدى أهل مصر، غير الجميل أن السيد عمرو خالد ضاقت به الدنيا ولم يجد إلا وزراء عصر مبارك عبدالسلام المحجوب ومحمود أبوزيد وكأن مصر عدمت شبابها، أو كوادرها غير المحسوبين على عصر مضى، وكأن داعية الشباب لم يجد بين شباب مصر من هم أحق بابتكار حلول لمشاكلها من أسامة هيكل الذى عجز عن حل مشاكل ماسبيرو ومشاكله النفسية التى دفعته لخدمة المجلس العسكرى على حساب ثورة سالت الدماء لنصرتها.
ياسيد عمرو كنا ننتظر منك حلولا شابة، كنا ننتظر منك البعد عن شخصيات استنفدت مرات رسوبها فى إدارة شؤون هذا الوطن، كنا ننتظر منك ذكاء أقوى من هذا الذى دفعك للاعتقاد بأن الاستعانة بمثل هذه الشخصيات حماية لمشاريعك التنموية، أنت أكثر منا علما بأن الله طيب لا يقبل إلا الطيب، وحلول التنمية التى تأتى عن طريق أسامة هيكل المضلل الإعلامى الشهير أو المحجوب الذى لم يستغن عنه مبارك حتى آخر نفس لن تكون طيبة بكل تأكيد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
شادي المصري
السلام عليكم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد المواردي
يريد أن يفصل الدين عن السياسة بخبثه
عدد الردود 0
بواسطة:
وائل شفيق
هذا ما جنته مصر من جماعة الاخوان
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر البنهاوى
اكتب حاجه عن احمد شفيق يا بو العراف
هو عندك احسن واحد فى العالم صح
عدد الردود 0
بواسطة:
وليد ابراهيم
برجاء التفكير لمصلحة مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمن عصمت
بريق السياسة
عدد الردود 0
بواسطة:
حنان واصف
كفايه
عدد الردود 0
بواسطة:
علي
عساه يقرأ !
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد النجار
الفرص الضائعه
عدد الردود 0
بواسطة:
amir
االى التعليق رقم 5