الأحداث تصاعدت بشكل واضح وسريع فى الآونة الأخيرة أصبح الوطن فى مخالب ثلاث وجهات نظر تتصارع عليه فى مرحلة حرجة وخطيرة للغاية لا تتحمل القسمة على اثنين، الإخوان يحاولون تحقيق حلم يمتد إلى أكثر من ثمانين عاما والقوة الثورية تحاول جاهدة الحصول على أى قطعة من الوطن بعدما فشلت تماماً فى الحصول على أى شىء منذ اندلاع الثورة التى فجروها والفريق أحمد شفيق يحاول حسم المعركة لصالحه بعد أن قطع شوطاً كبيراً حصل من خلاله على عدد من الأصوات فاجأت الجميع.
سلسلة من الاتهامات اليومية -بل اصبحت مؤخراً كل ثلاث ساعات- تتطاير بين الإخوان من جهة والفريق شفيق من جهة أخرى، بينما القوى الثورية والحزبية فى حالة سكون وهدوء بالنسبة للإخوان وتقف ضد الفريق شفيق جزئياً وكلياً، على الرغم من أنه المرشح المتاح الذى يناسب أفكارهم وأحلامهم بالدولة المدنية ولكنه على حد تعبيرهم من فلول نظام مبارك وأحد أهم أركانه، وبالتالى نار الإخوان ولا جنة شفيق أو المقاطعة التامة للانتخابات على اعتبار أنها لا تمثلهم!!
موقف خطير والأخطر منه تبعياته التى ستعود على الجميع، خاصة أن الإخوان قد أعلنوا ضمنياً أنه فى حالة فوز شفيق فلا بديل عن الشارع الذى بكل تأكيد سينضم إليهم فيه القوى الثورية، وبالتالى نعود جميعاً إلى نقطة الصفر ويضيع حلمنا نحن المصريين فى الاستقرار وعودة الأمن وهيبة الدولة التى راحت منذ شهور ليست بقليلة، لا أعرف لماذا تذكرت تصريح للواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق وصف فيه الحالة التى كان عليها الشعب المصرى فى جملتين: «الشعب المصرى غير جاهز تماماً لعملية التحول الديمقراطى»، وقد لاقى هذا التصريح رفضاً قاطعاً وقتها وصل إلى حد التهكم والهجوم عليه! وها نحن الآن وبعد مرور عام وخمسة أشهر من تاريخ نجاح الثورة نؤكد أن ما قاله اللواء عمر سليمان كان صحيحاً مائة بالمائة، وأن سيادته كان أدرى بحكم خبرته ببواطن الأمور، ماذا يعنى أن يُحرق المقر الانتخابى لمرشح؟ وماذا يعنى أن يصرح منافسه أنه إذا تفوق عليه فى السباق الرئاسى فالشارع هو الحل؟! وماذا يعنى أن يخرج متسابق لم تؤهله الأصوات التى حصل عليها أن يُكمل السباق فينزل إلى الشارع مطالباً بإلغاء الانتخابات؟! وما علاقة الديمقراطية بعزل مصرى ومنعه من ممارسة حقوقه بوطنه؟! وماذا يعنى أن فئة من المجتمع أياً ما كانت لا تحترم أصوات مواطنين مثلهم وتعتبرهم خائنين؟! أسئلة عديدة تحتاج إلى صفحات وصفحات، ولكن هناك سؤالا فى غاية الأهمية هل شعبنا يعلم المعنى الحقيقى للديمقراطية؟!
سؤال يحتاج إلى وقفة والله الموفق والمستعان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة