أتعجب بل يكاد برج من عقلى أن ينفجر وأنا أشاهد وأسمع وأقرأ تداعيات قضية النائب على ونيس نائب طوخ ليس لأنه نائب سلفى أو شيخ معمم تم ضبطه فى قضية أخلاقية فهذا ليس مقصد أو سبب التعجب أو الانفجار لأن البشر بعمةٍ أو بدون كلهم يجتمع فيهم الفجور والتقوى كما قال رب العزة خالقهم، ولكن السبب أن الفتاه التى يقال إنها ضُبطت معه فى وضع مخل تقبع الآن فى الحجز خمسة عشر يوما بينما السيد النائب الرجل يحيا حياته عادى جدا يحضر جلسات مجلس الشعب، ويصيح فى الصحفيين سيبونى فى حالى ويسير فى مظاهرات مؤيدة له فى بلده طوخ، وبالتأكيد يعاشر بعض أو ربما كل زوجاته الأربع!
إذاً نحن أمام قضية أو اتهام بفعل فاضح كان قوامه رجل وامرأة، أما المرأة فهى مسجونة وأما الرجل فهو حر طليق يحيا حياته، أى قانون هذا وأى بلد هذا الذى يسجن المرأة لأنها قليلة الأدب ويترك الرجل الذى مارس معها قلة الأدب! دعونى أجيبكم فالبلد الذى يجرس المرأة ويسجنها دون الرجل هو البلد الذى لم تعد تستطيع النساء والبنات فيه أن يخرجن دون أن يتم التحرش بهن وهو البلد التى خرجت فيه البنات والنساء فى مظاهرة الأسبوع الماضى ينددن بالتحرش فينطلق وراءهن رجال يضربوهن ويعروهن فى الشوارع، وهو ذات البلد الذى تم تعرية بعض من فتاياته فى وضح النهار بأيدى رجال يفترض أن يحموهن، وهو أيضاً البلد الذى تخرج فيه نائبة من البرلمان لتعلن أن المرأة هى المسؤولة عن التحرش بها بسبب ملابسها، وهو البلد الذى يرى مجلسه النيابى أن خمس نساء تكفيه ليعبرن عن نساء مصر وهو نفس العدد الموجود فى لجنة كتابة دستور هذا البلد.
نحن فى بلد القانون فيه يجرم المرأة فى الفعل الفاضح علناً أو سراً ويأخذ الرجل الذى كان يشاركها شاهداً عليها، أى قانون هذا وأى عدل يتحدثون عنه، والأهم أى دين وإسلام يتحدثون ويتشدقون به ويتباكون ليل نهار عليه، إن الله سبحانه وتعالى ما فرق بين الرجل والمرأة فى الخير ولا فى الجرم بل على العكس لقد قدم الزانى على الزانية فى كتابه العزيز، وقال إن عقوبتهما واحدة ولكن فى مصر بلد الألف مأذنة التى ترتدى أكثر من %80 من نسائها الحجاب ويتم التحرش بهن ليل نهار، وينتفض مرشح الإخوان المسلمين للرئاسة حين يقولون إن ابنته ترتدى البنطلون ولكنه لم ينتفض ولم يجزع ولم يعلق على ما يحدث لنساء مصر.
كنت حتى وقت قريب أمانع ولا أرضى بالعنف فى مواجهة هذه الظاهرة ظناً أنها تخص بعض مرضى النفوس ولكن حين تتأكد أنك فى بلد قانونه ذاته متحرش بل يساعد ويؤيد التحرش لا أملك غير التطرف فى مواجهة تطرف آخر.
نعم أنا صرت متطرفة أنادى بالعنف النسائى فى مواجهة هذه الظاهرة على الأقل بشكل فردى، فعلى نساء مصر أن تتسلح بالمطاوى دفاعا عن نفسها وعن جسدها ضد كل معتد ولا تكتفى المحجبات بالدبوس لتشك به الرجل بل عليهن بالتسلح بما هو أكثر لأن هذا بلد لن ينصرهن طالما أن فتاة طوخ فى السجن والنائب فى البرلمان.
فى إحدى مسرحيات فؤاد المهندس كان يقوم بدور محامى وقال عبارته الشهيرة القانون مافيهوش زينب قاصداً أن القانون لا يعرف زينب من غيرها فى نصوصه، ولكن يبدو أننا الآن فى بلد قانونه طلع فيه زينب فقط لكنه مافيهوش على ولا حسن ولا مرسى، فقط هى زينب وأخواتها اللاتى يحاكمهن القانون.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة