لماذا كل هذا الابتهاج الغريب الممزوج ببعض الشماتة لدى قطاع عريض فى الشارع المصرى احتفالا بصدور حكم المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب؟
المجلس الذى تم حله لم يستمر سوى 5 شهور فقط، فهل كانت كافية للحكم على أداء نوابه بغض النظر عن دستورية البطلان من عدمه وبغض النظر عن حكم المحكمة الدستورية.
نقولها صراحة الناس فرحت فى الإخوان وبرلمانهم الذى سيطروا عليه مع باقى تيارات الإسلام السياسى لأنهم صدقوا أنهم جاءوا بأغلبية الرأى العام الذى تعاطف معهم ومنحهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم وتقديم ما لديهم من وعود وعهود للإصلاح فى أول برلمان يعبر عن السلطة التشريعية والرقابية بعد ثورة يناير ويكون انعكاسا حقيقيا لمختلف طوائف الشعب وآمالهم فى برلمان يحقق أهداف الثورة فى التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية، ولكن كل تلك الأحلام ذهبت سدى فى أولى جلسات البرلمان الذى شاهده الناس على الهواء مباشرة عبر شاشات التليفزيون، والتى كانت بمثابة فيلم كوميدى أبطاله نواب أصروا على الأذان فى المجلس واستغراق الوقت فى أداء القسم البرلمانى «بما لا يخالف شرع الله»، وانشغلوا فى مناقشة قضايا فقهية، وبعمليات تجميل الأنف وممارسة الفعل الفاضح فى السيارات، وإصدار فتاوى وآراء مخيفة وغريبة حول تحريم التعليم باللغة الإنجليزية، وبقضايا هامشية لم تسمن ولم تغن عن جوع الناس لمناقشة قضاياهم وهمومهم الحقيقية ووضع حلول لها.
لم أتحدث مع أحد فى أماكن كثيرة بالقاهرة عقب صدور الحكم إلا وكانت تعتريه فرحة وسعادة مدهشة بحل المجلس وتبرير ذلك فى وجهة نظر هولاء هو الفرحة فى جماعة الإخوان التى مارست كل أنواع التكويش السياسى وأرادت الهيمنة على كل مفاصل الدولة وإعادة إنتاج ممارسات الحزب الوطنى المنحل فى احتكار كل شىء فى مصر واتباع سياسة الإقصاء والإبعاد والاستعلاء على التيارات السياسية الأخرى.
الغباء السياسى وحده مع هوس السلطة هو المبرر للفرحة فى الإخوان بحل البرلمان، ففى 6 شهور فقط اكتشف الناس نوايا الإخوان ولم تفلح معهم لعبة توظيف الدين لأغراض السياسة.
الجماعة لم تستوعب وتتعلم الدرس من الحاضر أو الماضى المتخم بالهزائم السياسية وغرتها قوة زائفة وأوهام وتخيلات بسلطة دنت قطوفها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة