محمد الدسوقى رشدى

أبوحامد والإخوان ومذاهب الغباء

الأحد، 17 يونيو 2012 12:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
(1)
طوابير جولة الإعادة ليست هى طوابير الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، فى الجولة الأولى كانت الطوابير أكثر حيوية وكان سهلا على عيونك أن ترى الأحلام وهى تتصاعد من فوق الرؤوس المصطفة لاختيار الرئيس الجديد، فى الجولة الأولى كان سهلا على قلبك أن يشعر بنبضات الحماسة وهى تتقافز داخل القلوب القريبة منك فى الصف الانتخابى.. وفى جولة الإعادة تشبه الطوابير طوابير العيش والبوتاجاز، طوابير ينظمها القلق والملل، وتسيطر عليها روح الإجبار والاضطرار والعند.
(2)
لا أعلم إن كان استمرار الإخوان فى طريقة السذاجة قرارا أم عملا قدريا أم صدفة غير جيدة، أم فعلا ناتجا عن مستوى سياسى كنا نظنه يحمل تقديرا ممتازا، وأثبتت الأيام أنه ينتمى إلى صفوف هؤلاء الحاصلين على «الكحكة الحمراء» التى كانت تمنع الطلاب من الانتقال إلى مرحلة تعليمية تالية.

تقبل الإخوان قرار حل البرلمان، وتعاملوا مع انتخابات الرئاسة كفرصة للتعويض، ورفضوا فكرة الانسحاب وتدمير شرعية انتخابات رئاسية تبدو جزءا من خطة مشبوهة لإجهاض الثورة، ورفضوا كل تحذيرات التزوير أو الخسارة وقرروا خوض السباق، وفى منتصف يوم أمس بدأ شباب الجماعة على مواقع التواصل الاجتماعى يروجون لاحتمالية تزوير الانتخابات وعادت قيادات الإخوان للحديث عن العودة إلى الميدان فى حالة فوز شفيق على اعتبار أن فوزه لن يأتى إلا عبر ممر واحد فقط هو التزوير..

ويبدو من سابق الكلام إذن، أن الجماعة قررت أن تسير بكل سرعتها نحو أقرب حائط دون أن تمنح أذنها فرصة الاستماع لنصائح البرادعى أو القوى الثورية التى طالبت بالانسحاب ونزع صفة الشرعية عن تلك الانتخابات واستثمار فرصة حل البرلمان فى صياغة بداية جديدة أكثر توافقية وأكثر إدراكا للواقع.
(3)
مرة أخرى أجدنى مضطرا للحديث عن هذا الكائن السياسى «الرخو» والمتلون حسب لون مكاسبه، أتحدث عن محمد أبو حامد الذى ارتدى ثوب الثورة حينما كانت تجارتها رائجة، ثم خلعه وارتدى ثوب شفيق حينما وجد أسهمه تتجه نحو الارتفاع.

أنا لا أخفيك سرا بأن قلبى أصابته السعادة لأن قرار حل البرلمان طهر القبة التشريعية من أمثال أبو حامد وممدوح إسماعيل وعلى ونيس والكردى، وطبعا أنت لست فى حاجة لكى أخبرك بأن المحصلة النهائية لأداء محمد أبوحامد منذ بداية الثورة حتى الآن تقول بأنه ومن هم مثله يمكنك وضعهم وأنت مرتاح الضمير على رأس قائمة الذين أضاعوا الثورة أو صنعوا خدوشا سيئة السمعة فى صورتها.

الشهور الطويلة الماضية أثبتت أن أبوحامد الذى ظهر من حيث لا يدرى أحد، مجرد نسخة معدلة من مرتضى منصور، ونسخة أكثر تطوراً من توفيق عكاشة، ليس فقط لأنه منح الناس ذكريات وانطباعات سيئة عن القوى المدنية والليبرالية فى مصر، ولكن لأنه كما توفيق عكاشة وكما حملة الأسفار الذين تعرفهم أنت جيدا يردد عددا من المصطلحات أو الحواديت ويتلاعب بالكلم فى غير موضعه، كلما فشل فى الإجابة عن سؤال لأحدهم حول ماضيه أو مشاريعه أو المستفاد من أدائه داخل البرلمان على الجانبين التشريعى والخدمى.

ولم يكن مستغربا كل هذا المديح الذى باعه أبوحامد لسمير جعجع فى بيروت منذ شهور حينما اعتبره نبيه وملهمه وإمام مذهبه الذى يتبعه.. مذهب «الجعجعة» الذى أصبح محمد أبوحامد أهم رواده فى مصر الآن.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة