أكرم القصاص

الجولة القادمة والضربة القاضية

الأحد، 17 يونيو 2012 07:43 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شئنا أم أبينا فنحن نجتاز مرحلة من الفترة الانتقالية التى قد تكون بداية انتقال لمسار سياسى، أو إلى صدام، فى وقت يبدو فيه الارتباك واضحا والحيرة على أشدها..

رئيس على وشك الصعود، بينما مجلس الشعب أبطلته المحكمة الدستورية، الرئيس يأتى دون أن يعرف صلاحياته، ولا دستور ينظم سلطاته وباقى السلطات، والعلاقة بينها.

أزمة سياسية ودستورية قد تؤدى إلى صدامات، أو تكون بداية لمصالحة وطنية، وتوافق حقيقى، وليس توافقا على طريقة النخب والأغلبية العددية، ولايمكن لأحد أن يزعم امتلاك اليقين، لكن الواضح أن كثيرين أصابهم الإرهاق بعد أن بذلوا كل جهدهم فى جولة أو جولتين.

هناك نصائح بديهية للرياضيين عموما، وللاعبى الملاكمة على وجه الخصوص، ألا يفرغوا كل جهدهم فى الجولات الأولى، حتى يمكنهم المواصلة فى 15 جولة، وغالبا فإن اللاعب الذى يبذل كل طاقته فى الجولات الأولى يفقد احتياطى لياقته، ويصاب بالتعب والملل، فيخسر المعركة.

بالنسبة لحالتنا السياسية فقد قدمت التيارات السياسية والجماعات والنخب كل ما عندها تقريبا خلال الجولات الأولى، وارتكبت أخطاء، وبدت مكشوفة أمام أى خطط أو تكتيكات. وبالرغم من حرص كثيرين على أن يعلنوا عن وجود مخططات وتكتيكات، فإنهم ساهموا بوعى أو بدون فى تنفيذ الخطط، لأنهم واصلوا العمل منفردين، وتصوروا أن التميز فى تجاهل آراء الجمهور والرأى العام، أو الاستمرار فى نشر القلق والتشاؤم، وبالرغم من اكتشاف أخطاء توقعاتهم وتحليلاتهم، فإنهم رفضوا الاعتراف وبحثوا عن شماعات يعلقون عليها الأخطاء، ويبررون التعثر.

لقد أفرغ الكثير من التيارات والائتلافات كل ما لديها من جهود وصراعات ونوايا خلال الشهور الأولى، بينما المشهد السياسى ينقلب مرة أخرى، وإذا بالرابح يتراجع لتظهر قوى واتجاهات جديدة، ليجدوا أنفسهم وقد أنهكتهم الخطط والتقلبات، ووقفوا عاجزين أمام المشهد السياسى بتعقيداته.

الأغلبية من الإخوان حصلت على فرصة العمر لأى تيار سياسى، وفازت بالأغلبية فى البرلمان، لكنها وظفت هذه الأغلبية لصالح التكويش، وعرقلت الجمعية التأسيسية والدستور، وحبست نفسها فى جانب مناقض للتوافق الشعبى والسياسى، فى وقت كان عليها أن تسعى لكسب المعارضين بدلا من معاداتهم واستبعادهم. والتيارات السياسية الليبرالية والديمقراطية واليسار تفرغت لمصارعة بعضها وغيرها، ولم تتوحد على أهداف واحدة.

سقط السياسيون، وحاول بعضهم أن يتهم الشعب بقلة الوعى أو التصويت عكس مصالحه، بينما الشعب أثبت طوال الوقت أنه يسبق النخبة بخطوات، ويبدو متسقا مع نفسه أكثر، لأنه صوّت وتحمّل نتيجة التصويت، وغيّر من اتجاهاته فى مواجهة من اكتشف أنهم خدعوه، بينما النخبة ما تزال منقسمة وحائرة بين أغلبية محتكرة، وسياسيين مزدوجين يريدون ثمار السياسة، وتأييد الميدان، ويتقلبون حسب المكان والاتجاه.

الآن نحن فى مفترق طرق، وعلى كل تيار أن يراجع نفسه، ويعترف بأخطائه قبل أن يفكر فى الجولة القادمة من مباراة ملاكمة سياسية ماتزال فى جولاتها الأولى، ولن يفوز فيها أحد بالضربة القاضية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة