سعيد الشحات

الثورة ليست جثة

الإثنين، 18 يونيو 2012 09:47 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الثورة ليست فى إجازة، وليست جثة يتم تكفينها الآن، الثورة ليست رهن إرادة رئيس جمهورية قادم، وليست رهن برلمان أيا كان تصنيفه، الثورة قامت ولن تدخل المتحف بإرادة زبانية الفساد الذين رعاهم نظام مبارك، وينتظرون لحظة الانقضاض عليها.

فى فقه الذين يرفضون حل مجلس الشعب، أنه انقلاب على الثورة، لأنه جاء بإرادة شعبية وانتخابات حرة نزيهة، وفى فقه الذين يؤيدون الحل، أن الانتخابات لم تتم وفقا لأسس دستورية صحيحة، وأن التحذير من عدم الدستورية جاء من اللحظة التى تم فيها اختطاف حق المستقلين فى مقاعد الثلث الفردى.

والملاحظ أن وجهتى النظر المؤيدة والرافضة لحل مجلس الشعب تأتى من قوى ثورية، لم تنجح فى التوحد طوال الفترة الانتقالية، وعمل كل فريق منها لصالح مكاسب اللحظة، وتغافل أن هناك من يتربص، ولذلك وكما قلنا فى مقال الأمس، فإن التشخيص الصحيح والنقد الذاتى من هذه القوى، هو بداية الطريق من أجل مواجهة الذين يريدون إغراق مسار الثورة فى متاهات كبيرة، يؤدى الإغراق فيها إلى نسيان أهدافها التى قامت من أجلها.

فى قراءة المشهد الحالى، أمامنا حقائق على أرض الواقع من السهل أن تقودنا إلى يأس كبير، وأن الثورة يتم تكفينها بالفعل، والاعتبارات الدالة على هذه القراءة، تأتى من أنه فى حالة فوز شفيق بالرئاسة سنكون على موعد مع عودة النظام السابق مع بعض التحسينات الشكلية، وربما نكون على موعد مع فك حبس أحمد عز وعودة رجاله مثل عبدالرحيم الغول وغيره، ويجد هذا التصور مجاله، مما تتردد عن قيام زوجة عز بالمشاركة بكل نشاط جهدا ومالا فى حملة شفيق، أما فى حال فوز مرسى سنكون مع رئيس يتلقى أوامره من جماعة الإخوان، وسنكون أمام رئيس رهن إشارة مرشد عام الجماعة، ولن يتخذ قراره إلا بالعودة إليه.

مصر بين أحد الإسمين «شفيق ومرسى»، ومصر مع برلمان أبطلته المحكمة الدستورية، ليست هى مصر التى نريدها، وليست هى مصر التى قامت من أجلها الثورة، مصر تبحث عن طريقها الثالث الذى تكبر كلمته، ويفترش أرضه، مع الطريق الثالث، لن تكون الثورة فى إجازة، ولن تكون جثة تنتظر الكفن.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة