أكرم القصاص

المصلحة أولا.. فتش عن المستفيد

الإثنين، 18 يونيو 2012 07:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الآن عرف المصريون من الفائز بمنصب الرئيس. وهل سيكون فائزا أم جزءا من ورطة جديدة، وكيف يمكننا الخروج من نفق الصدام أو الدخول فى دهاليز جديدة للصدام، هى جولة جديدة بعد شهور تصعد فيها الأحداث وكلما تصور البعض أنهم انتقلوا خطوة فإذا بالأحداث تتراجع، وبالطبع فإن المجلس العسكرى يتحمل المسؤولية الأساسية عن هذه الحيرة، لكن تشاركه المسؤولية الأحزاب والائتلافات.

كانت اللعبة أعمق مما تصور اللاعبون الذين أفرغوا طاقاتهم كلها فى جولة أو اثنتين، وعندما بدأت الجولات المهمة لم يجدوا الطاقة الكافية للمواصلة، والبعض يستريح لنظرية المؤامرة، ومازال هناك من يمارس الخداع ويركز على ما يخصه من الجانب، ليبرر موقفه، دون أن يمتلك يقينا أو دليلا على صحة مواقفه.
فى انتخابات الرئاسة هناك من صوت لمحمد مرسى أو لأحمد شفيق، وكل منهم برر التصويت، باسم الدولة المدنية، أو ضمان نجاح الثورة، وتمت استعادة سيناريوهات من الجزائر أو روسيا أو رومانيا أو إيران، ضمن حالة من يقين الكسل العقلى الذى يستسهل القياس على الماضى، دون أن يحاول قراءة الواقع، تطبيقا لمثل يقول «كلما رأى شيئا يشبه البطة قال إنه بطة».
الجدل فى مربع النخبة على تويتر وفيس بوك، يمثل قطاعا وليس الشعب كله، والجمهور فى الشارع له حسابات تختلف عن حسابات النخبة، ولا أحد يرى الانتخابات من شباك المصلحة، هناك فئات شعرت أن مصالحها يمكن أن تكون مهددة مع التيار الإسلامى السياسى، الذى لم يهتم كثيرا بما يريده الفقراء والعاطلون والعاملون فى السياحة وحتى الطبقة الوسطى، والرغبة فى التكويش وعدم منح أسباب للاطمئنان، ولا يكفى اتهامهم بأنهم جميعا فلول يريدون إعادة نظام مبارك، أو أنهم فاسدون مثلما حاول بعض المختلين وصفهم، ولا يمكن اعتبار من صوتوا لمرسى كلهم مع النموذج الدينى، هناك من بين معارضى مبارك من صوت لشفيق ومن بين من صوت لمرسى أنصار للدولة المدنية، انتقدوا الإخوان ويصنفون ضمن خصومهم، وكل منهم يرى مصلحته الخاصة مع هذا أو ذاك. حتى لو استخدم خطابا مع الثورة أو مع الدولة المدنية.
وبالرغم من التخويف والرعب والدعايات المضادة والشائعات، ومغالطات من الأنصار المؤكدين للمرشحين، كان للمواطنين حسابات مختلفة، ترتبط بتصورات الربح والخسارة والمستقبل، حسابات بسيطة، لكنها أصدق من حسابات نخبة اعتادت التلاعب والتعقيد، وإخفاء مصالحها وراء خطاب ثورى أو يستخدم مصلحة الوطن ليختفى خلفه.
ما يجرى على الإنترنت والمواقع الاجتماعية، ليس هو الذى يدور فى الشارع، كما أن الذين يتحدثون باسم الثورة لم يتجاوزوا الحديث باسمها، عن تنظيمات أو اتجاهات واضحة.
والمصلحة هى التى تحكم اتجاه كل فرد، كما أثبتت تجارب الشهور الماضية، مصالح التيار أو الحزب أو الشخص نفسه وتحالفاته مع الجماعة أو المجلس العسكرى، فى السياسة والجريمة فتش عن المستفيد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة