براء الخطيب

إنما هى مجرد هزيمتنا التاسعة والتسعين

السبت، 02 يونيو 2012 04:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يستوعب شباب ثورة 25 يناير حتى هذه اللحظة - وأنا مثلهم - نتيجة الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة، ولم يستطع أى منهم تقبل وصول أحمد شفيق إلى المركز الثانى ليستعد بمال الفلول السياسى وقبضة أجهزة الدولة وبطاقات الرقم القومى لجنود الأمن المركزى لجولة الإعادة، وزاد الأمر مأساوية وقوفه فى مؤتمره الصحفى طالبا من الشعب المصرى نسيان ما فات فنحن «أولاد النهارده»، مطالبا شباب الثورة بدفن رفاقهم الشهداء المتهم بالمشاركة فى قتلهم، ممنيا شباب 6 إبريل بإعادة الثورة المسروقة، ولم يختلج له جفن وهو يلوك كلمات كان يستنكرها بشدة مثل «الثورة» و«الحرية»، وتسرب بعض من اليأس والإحباط لبعض من شباب الثورة وأغلبية الشعب المصرى وشعر الجميع بالهزيمة، نعم، فمجرد حصول شفيق على صوت واحد هو هزيمة للثورة نتج عن بعض أخطاء الثوار وانتهازية واحدة من قوى الثورة، طريق الثورات العظمى ليس كله انتصارات، فالثورة الإسلامية التى قادها النبى محمد «صلى الله عليه وسلم» برسالة ودعم من ربه على الأوثان والظلم والجهل والطغيان قد استمرت 24 سنة تقريبا «من سنة 608 م إلى سنة 632 م»، كانت فيها عشرات الهزائم المرة فقد قضى منها فى السر فقط مدة ثلاث سنوات، ثم قضى بعدها عشر سنوات أُخَر فى مكة، مجاهرا بدعوة أهلها وكل من يرد إليها من التجار والحجيج وغيرهم، ثم عشر سنوات فى المهجر، حيث هاجر إلى يثرب آنذاك عام 622م بعد أن تآمر عليه سادات قريش ممن عارضوا دعوته وسعوا إلى قتله، فعاش فيها عشر سنين أُخر داعيًا إلى الإسلام، حتى حقق انتصاره الباهر العبقرى وأسس بها نواة الحضارة الإسلامية، التى توسعت لاحقًا وشملت مكة وكل المدن والقبائل العربية، حيث وحَّد العرب لأول مرة على ديانة توحيدية ودولة حضارية باهرة، والثورة الفرنسية ظلت عشر سنوات «من سنة 1789 إلى سنة 1799» تتلقى الهزائم حتى حققت انتصارها النهائى، والثورة الأمريكية ظلت ما يزيد عن العشر سنوات «من سنة 1770 إلى سنة 1783» تتلقى الهزائم وتقاومها فى مذابح مروعة إلى أن حصلت على انتصارها الباهر، وظلت الثورة الصينية الجبارة تتلقى هزائم مروعة لكنها استطاعت تخطى كل هذه الهزائم «من سنة 1925 إلى سنة 1945» وكان «ماو تسو تونج» عند كل هزيمة يردد «هذه مجرد هزيمتنا التاسعة والتسعين» فإذا كان وصول شفيق إلى الإعادة يشكل لنا هزيمة فلنجعلها «مجرد هزيمتنا التاسعة والتسعين» ونعمل جميعا صفا واحدا هذه المرة حتى لا تحدث للثورة «الهزيمة المائة»، على الإخوان المسلمين تفهم ذلك، وليكن لهم فى رسول الله صلى الله عليه وسلم وثورته أسوة حسنة، على الإخوان المسلمين ألا يتعجلوا الانفراد بالسلطة ويدرؤوا عن أنفسهم الاتهام بـ«الاستحواذ» بإجراءات عملية منها الالتزام – فى حالة الوصول للرئاسة – بتعيين كل من «حمدين صباحى» و«عبد المنعم أبو الفتوح» نائبين للرئيس أو من يرشحهما «صباحى» و«أبوالفتوح» إذا رفضا أن يكونا نائبين للدكتور «مرسى»، والاستعانة بـ«خالد على» بصفته قائدا من قادة الثورة الحقيقيين الشباب رئيسا للوزراء، وطمأنة الأقباط بوثيقة موقعة من المرشد العام، والالتزام بتأسيس جمعية تأسيسية للدستور عليها توافق تام، فى هذه الحال تكونون قد اعتذرتم للشعب المصرى عمليا عن أخطائكم فى حق الثورة، وفى هذه الحالة فقط يمكن النظر فى أمركم وللعلم: أى منكم يستطيع الوصول إلى القصر الجمهورى سواء كان ذلك بالتزوير «الديمقراطى» أو بالتدليس «الثورى» فإن الثورة مستمرة حتى تنجز كل أهدافها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة