العبرة فى المبدأ وليس فى الممارسة، هكذا يكون ردى حينما أقول لأحدهم أنى قررت مقاطعة الانتخابات أو إبطال صوتى لأن شفيق مثل مرسى، فيقول لى: لكن شفيق قتل، ومرسى لا، فأقول له إن العبرة فى المبدأ وليس فى الممارسة، فشفيق يتحمل وزرا بلا شك، ويتحمل وزر كل المآسى التى ارتكبها نظام مبارك لأنه كان أحد أضلاعه ورأى الظلم أمام عينيه فسكت مستنفعا بسكوته، وحاصدا للمناصب والمزايا التى يجرى من تحتها الدم، والإخوان كذلك يتحملون وزر الكثير من الدماء التى سالت بعد التنحى، لأنهم كانوا أول المهرولين تحت أقدام المجلس العسكرى ساكتين عن دم إخواننا فى البالون ومحمد محمود ومجلس الوزراء وبورسعيد وماسبيرو والسفارة الإسرائيلية، وكل ذلك من أجل أن يستفيدوا ببضعة كراسى زائلة تبتعد عنهم كلما طال مكوثهم عليها، ولهذا فإنى أعتبر محاولة ابتزازهم لأصوات من قرروا المقاطعة هى محاولة لتأميم الثورة باسم الإخوان، تماما كما أمم المجلس العسكرى الثورة باسم حمايتها.
يقول لى أحدهم إن الإخوان عرضوا على القوى الوطنية أن يشاركوهم فى الحكم، فأرد إن الإخوان أيضا كانوا أول من رفع شعار «مشاركة لا مغالبة»، وقالوا إنهم لم يشاركوا فى البرلمان إلا ليحصدوا ثلث كراسيه، فإذا بهم ينافسون على ما يقرب من تسعين بالمائة من المقاعد، باذلين كل ما فى وسعهم ليفوزا بها كلها، وأسفرت النتيجة عن فوزهم بما يقرب النصف، وتعهدوا أيضا بعدم ترشيح أحد لرئاسة الجمهورية لكن فقط حينما رأوا الدراهم القطرية لامعة سال لعابهم وقرر خيرت الشاطر أن ينزل الانتخابات، ولما لم يفلح الشاطر قرر أن يرشح الدوبلير محمد مرسى، وإن كنت لا أقبل المرشح الأصلى فكيف «أروح إلى لجنة الانتخابات واختار دوبلير!».
يقول لى أحد هيا نقضى على النظام السابق وننتخب الإخوان فأقول له إن الإخوان والنظام السابق وجهان لعملة واحدة، فقط انظر كم الشتائم التى يكيلها الإخوانيون لمخالفيهم لتعرف إن هؤلاء لو تملكوا الحكم سيظهر منهم صفوت الشريف وزكريا عزمى وحسن عبدالرحمن وحبيب العادلى، فالعبرة بالمبدأ وليس بالممارسة ومن يرضى أن يستغل التناحر الطائفى من أجل الفوز بالمقاعد، ويقدم الرشاوى الانتخابية فى صورة صدقات أو عطايا، وينكل بمعارضيه ناشرا حولهم الشائعات، يرضى بالطبع أن يعذب وينهب ويستبد من أجل الحفاظ على كرسيه، فالنظامان واحد، وأمريكا هى سيدة الموقف، ولا أنسى هنا أنه حينما هرّب المجلس العسكرى الأمريكيين المتهمين فى قضية التمويل الخارجى، وفر الإخوان لهم غطاء سياسيا وامتصوا غضب الشارع المصرى على وطنه الذى انتهكت سيادته.
قلت وسأقول وسأكرر، لدى شكوكى فى الإخوان، وهو ما يمنعنى من الإقدام على مساندتهم، وإذا أراد الإخوان أن يثبتوا فعلا أنهم تعلموا الدرس وأنهم لن يعودوا إلى سابق عهدهم من التعهد والإخلاف، فليتفقوا أولا مع ما أقروه بأيديهم وليطبقوا قانون العزل على شفيق وليثبتوا للجميع أنهم مع الثورة وليستقيلوا من مجلس الشعب إذا فشلوا، معلنين أن المجلس العسكرى يقوض شرعيتهم وينتهك شرعية الشعب ومجلسه، لكن هذا ما لا يفعله الإخوان والدليل على هذا أنهم أعلنوا أنهم سيشاركون «رمزيا» فى مظاهرة عزل شفيق، وهذا يدل على أن الانتخابات التى يجرونا لها جرا وحربهم المستعرة على شفيق أيضا «رمزيا» وأن خلافهم مع العسكر أيضا رمزيا.
بالمناسبة: اليوم الحكم على مبارك فى قضية قتل المتظاهرين، وألف مبروك على البراءة.
ملاحظة: يسقط يسقط حكم العسكر/ المرشد