محمد الدسوقى رشدى

مرسى يدفع ثمن أخطاء الإخوان

السبت، 02 يونيو 2012 11:38 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تصور وجود الدكتور محمد مرسى على كرسى الرئاسة يأتى مصحوبا بتوتر وغضب أقل من تصور الشىء نفسه مع الفريق أحمد شفيق، لا لشىء إلا لقناعة تامة بأن من حق أى فصيل سياسى أن يستحوذ على ما يشاء من السلطات مادام قادرا على تحقيق ذلك عبر صندوق الانتخابات، ولكن هذه القناعة لا تنفى أبدا كل المخاوف التى تصحب عملية استحواذ الإخوان على منصب الرئيس بجوار البرلمان والنقابات والمحليات فيما هو قريب وقادم، وجزء من المخاوف هنا يتعلق بالإشفاق على الجماعة بأن تحمل هذه التركة الثقيلة بمفردها على اعتبار أن أى فشل فى إدارة ملف هذه التركة سيتحملها مشروع الإسلام السياسى وربما الإسلام نفسه يصبح موضع اتهام بالفشل والعجز عن الإدارة وتقديم الحلول والإخوان وعناصر تيار الإسلام السياسى يتحملون كل هذا الذنب بسبب إصرارهم على الربط الدائم بين ما هو دعوى وما هو سياسى وتصدير محمد مرسى وجميع مرشحيهم فى كل الانتخابات على أنهم مرشحو الإسلام المدعومون من الله.

فوز مرسى بكرسى الرئاسة عبر انتخابات ديمقراطية نزيهة حق أصيل لمرشح الإخوان، ولكن على الجماعة أن تعترف بأن كل هذا التوتر والارتباك الحاصل فى مسألة الاختيار بين مرسى وشفيق هى العامل الرئيسى فى نشره ليس فقط لأنها اختارت مرشحا غير مقنع، وكان مجرد كارت احتياطى صالح للاستخدام فى حالة الطوارئ، وليس فقط لأن قيادات الإخوان سرقتهم نشوة الفوز والتقدم فخرجت دعواتهم للتوافق مغلفة بنبرات تعال وتكبر بدلا من أن يبذلوا الجهد الكافى فى إزالة مخاوف الناس وقلق القوى السياسية، ولكن لأن جماعة الإخوان نفسها هى المسؤول الأول عن تلك المعاناة والحيرة التى تطارد المواطن المصرى فى مسألة الاختيار بين شفيق ومرسى.. ومسؤولية الإخوان هنا تعود إلى كون الجماعة كانت أول من حول معركة استفتاء مارس إلى معركة دينية ودعت الناس للتصويت بنعم لتقديم الانتخابات على الدستور، وتسبب ذلك فى لخبطة وتدمير المرحلة الانتقالية باعتراف الجماعة وكل القوى الإسلامية التى صوتت فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية بنعم.

إفساد التصويت على التعديلات الدستورية هو مسؤولية الإخوان التى تكررت مع بدايات تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، والتى فشل تكوينها بسبب إصرار وطمع الجماعة فى الاستحواذ على النصيب الأكبر منها عبر اختيارات غير موفقة تضمنت مجاملات شخصية واختيارات على أسس الولاء والعلاقات الأسرية والشخصية.

ما فعله الإخوان فى استفتاء مارس وفى الجمعية التأسيسية للدستور وصل بنا إلى نتيجة واحدة كارثية تقول بأن مصر الآن على أبواب انتخاب رئيس بلا دستور يحدد صلاحياته، أو طبيعة العلاقة بين السلطات، وعدم وجود الدستور كضمانة هو السبب الحقيقى وراء حيرة الناس بين شفيق ومرسى، لأن وجود الدستور يعنى وجود كيان قانونى مؤسسى يمنح الناس كل الأمان الذى يبحثون عنه خوفا من غدر الرئيس القادم، سواء كان إخوانيا أو من بقايا النظام القديم.

الأزمة فى جوهرها وتفاصيلها أزمة الإخوان، وليست أزمة شعب يريد عودة النظام القديم ممثلا فى شفيق، أو أزمة قوى سياسية ترفض انتخاب مرسى عندا وانتقاما من الجماعة كما يحاول أن يروج أنصار التيار الإسلامى.

ملخص حقيقة الحيرة والصراع بين شفيق ومرسى هو أن محمد مرسى يدفع ثمن أخطاء جماعة الإخوان، ويدفع ثمن إرهاصات وتصريحات صبحى صالح وصفوت حجازى وعزة الجرف ومنال أبوالحسن.. فلا تحملوا أخطاءكم على شماعة الغلابة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة